في شمال سوريا، كشف فريق دولي عن سلحفاة بحرية متحجرة تعود إلى الإيوسين المبكر، تحمل اسم Syriemys lelunensis، لتصبح أول فقاري يوصف رسمياً في البلاد ويعيد رسم خريطة التطور البحري القديم.
تضم الحفرية قالباً داخلياً كاملاً للدرقة مع أجزاء من الدرقة البطنية والحوض والأطراف الخلفية، ما يوفر للعلماء فرصة نادرة لدراسة التشريح الكامل للكائن. طول الدرقة 53 سنتيمتراً وعرضها 44 سنتيمتراً، وهي محفوظة جيداً رغم مرور أكثر من عقد على استخراجها من مقلع قرب عفرين عام 2010.
يمثل الاكتشاف أقدم دليل على وجود مجموعة Stereogenyini المنقرضة، ما يدفع تاريخها التطوري عشرة ملايين سنة إلى الوراء، ويكشف تنوعاً بيئياً غير معروف سابقاً، إذ شملت مواطنها المياه العذبة والمالحة على حد سواء.
استعان الفريق بتحليل المثقبات الدقيقة (foraminifera) الموجودة في الصخور المحيطة لتحديد العمر الزمني للحفرية بدقة، مسلطاً الضوء على دور الكائنات الدقيقة في وضع الاكتشافات ضمن السياق الجيولوجي.
تشير النتائج إلى أن المنطقة كانت مغطاة بالكامل بالمياه بين العصر الطباشيري وأواخر الميوسيني، ما يضع سوريا في مركز التطور البحري القديم، مع مؤشرات على أن البحر المتوسط قد يكون مهد هذه المجموعة.
في المجمل، يقدم Syriemys lelunensis نافذة فريدة لفهم تطور الفقاريات البحرية، ويؤكد أهمية إعادة تقييم المخزونات القديمة في الهيئات العلمية، والتي قد تحمل مفاتيح لمعرفة ماضي الطبيعة المنسي.