شهد جنوب لبنان ليلة دامية جديدة جراء غارات مكثفة شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدات عدة، ما أسفر عن إصابة عشرة أشخاص وفق حصيلة رسمية أعلنتها وزارة الصحة اللبنانية صباح اليوم الخميس. وأوضحت الوزارة أن الجرحى يشملون سبعة لبنانيين، بينهم ثلاثة أطفال، إضافة إلى ثلاثة سوريين.
المشاهد المصورة التي وثّقت آثار القصف أظهرت حجم الدمار الكبير الذي لحق بأحد المستودعات المخصصة لصيانة الجرافات والآليات الثقيلة في بلدة أنصارية، حيث بدت الهياكل الحديدية متفحمة والآليات مدمرة بالكامل. وتداول ناشطون صوراً ولقطات وصفوها بأنها تعكس "استهدافاً عشوائياً للبنية التحتية المدنية".
تأتي هذه الغارات في ظل تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية منذ أسابيع، وسط تبادل للقصف المدفعي والصاروخي بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، ما يثير المخاوف من توسع دائرة المواجهة. ويرى مراقبون أن استهداف مواقع مدنية كالمستودعات وورش العمل قد يشير إلى محاولة إسرائيل توسيع بنك أهدافها للضغط على الحزب والبيئة الحاضنة له.
من جانب آخر، لم يصدر تعليق فوري من حزب الله بشأن الغارات الأخيرة، فيما اكتفت وزارة الصحة اللبنانية بتأكيد متابعة أوضاع المصابين وتقديم الرعاية الطبية لهم. أما على المستوى الشعبي، فقد أثارت صور الأطفال الجرحى موجة غضب واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتُبرت دليلاً إضافياً على "استهداف المدنيين بشكل ممنهج".
ويظل السؤال المطروح هو ما إذا كانت هذه الجولة من التصعيد مقدمة لمرحلة أكثر خطورة على الجبهة اللبنانية، أم أنها ستبقى ضمن معادلة "الردع المتبادل" التي تحكم المواجهة منذ أشهر.