في مقابلة مع شبكة CBS News، شدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أنه لا يسعى وراء جائزة نوبل للسلام، مؤكداً أن أولويته الحقيقية هي وقف الحروب وإنقاذ الأرواح. وأوضح أن دافعه في العمل السياسي يقوم على جمع الخصوم في غرفة واحدة ودفعهم إلى التوصل لاتفاق، مشيراً إلى أن هذا النهج أثبت جدواه في أكثر من ملف خلال السنوات الأخيرة.
وأشار ترامب إلى أنه يتابع الحرب الروسية – الأوكرانية بشكل مباشر، لافتاً إلى أنه تواصل مع كل من فلاديمير بوتين وفلوديمير زيلينسكي، لكنه اعترف بأن الطرفين "غير مستعدين بعد"، رغم ثقته في أن التوصل إلى اتفاق أمر محتوم في النهاية. وأضاف: "كنت أظن أن الملف الروسي سيكون من الأسهل، لكنه اتضح أنه الأصعب بين القضايا الدولية التي تعاملت معها".
وعن منهجه في التفاوض، أوضح ترامب أن أسلوبه يقوم على الحوار المباشر وصياغة الصفقات في الزمن الحقيقي، معتبراً أن هذا الأسلوب قد أدى بالفعل إلى إنقاذ ملايين الأرواح، حتى وإن تطلب الأمر صبراً وانتظاراً طويلاً.
خلفية تاريخية
جدير بالذكر أن ترامب سبق أن ارتبط اسمه بجائزة نوبل للسلام خلال فترة رئاسته، خاصة بعد رعايته اتفاقيات "أبراهام" عام 2020، التي شملت تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدة دول عربية بينها الإمارات والبحرين والمغرب. ورغم أن تلك الاتفاقيات اعتُبرت إنجازاً دبلوماسياً في المنطقة، فإنها لم تمنحه الترشيح أو الجائزة، ما أثار حينها نقاشاً واسعاً حول معايير منح نوبل.
كما سعى ترامب إلى تسويق نفسه كصانع سلام في ملفات أخرى، مثل التهدئة بين الكوريتين، إلا أن هذه المساعي لم تصل إلى اتفاقات نهائية، وظلت نتائجها محدودة.
تصريحات ترامب الأخيرة قد تحمل أبعاداً انتخابية، إذ يسعى إلى إبراز صورته كزعيم قادر على وقف الحروب الكبرى من خلال أسلوبه الخاص القائم على الصفقات المباشرة، في مقابل ما يصفه بالفشل المتكرر للنخب السياسية التقليدية. ومع ذلك، يبقى السؤال حول مدى واقعية هذا الطرح في ظل التعقيدات الدولية وتضارب مصالح القوى الكبرى.
وفي ختام حديثه، قال ترامب: "أنا لا أبحث عن نوبل أو أي تكريم، كل ما أريده هو إنقاذ الأرواح"، رافضاً ما اعتبره محاولات لتصوير جهوده على أنها بحث عن مجد شخصي.