المساعدات الدولية لليمن… أداة إنقاذ أم ورقة ضغط سياسي؟

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.09.03 - 10:30
Facebook Share
طباعة

مع دخول الحرب في اليمن عامها الحادي عشر، يواجه أكثر من 17 مليون يمني انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، فيما يحتاج نحو 13 مليون طفل إلى مساعدات إنسانية عاجلة بحسب الأمم المتحدة، وعلى الرغم من الوعود الدولية بتقديم الدعم، فإن المساعدات باتت ملفاً شائكاً يتداخل فيه البُعد الإنساني بالسياسي، وسط اتهامات باستخدامه كورقة ضغط على أطراف النزاع.

حجم المساعدات وأبرز المانحين:

الولايات المتحدة: ما تزال أكبر المانحين، لكن جزءاً كبيراً من تمويلها يوجه عبر برامج غذائية قصيرة الأجل.
السعودية والإمارات: تقدمان مساعدات مالية وإنسانية، غالباً مشروطة بترتيبات سياسية أو لوجستية.

الاتحاد الأوروبي: يركز على برامج التنمية والتعليم والصحة، لكن مساهماته تراجعت مقارنة بالسنوات السابقة.

الأمم المتحدة: أطلقت هذا العام نداءً إنسانياً لجمع 4.3 مليار دولار، لم يُغط منه سوى النصف حتى سبتمبر 2025.

أزمات تعيق وصول المساعدات:

1. القيود الحوثية: تقارير أممية اتهمت الجماعة بعرقلة وصول المساعدات وتحويل مساراتها، بل وفرض "ضرائب" على قوافل الإغاثة.

2. الانقسام المؤسسي: وجود حكومتين ومجالس محلية متضاربة يعقد مسألة توزيع الدعم.

3. التمويل غير المستدام: غالبية التعهدات الدولية لا تُنفذ بالكامل، ما يترك فجوة كبيرة بين الاحتياجات الفعلية والمبالغ المخصصة.

4. الأوضاع الأمنية: القصف المتكرر على موانئ الحديدة وتعز يعيق حركة الشحن الإنساني، ويزيد تكاليف النقل.

المساعدات كأداة سياسية:

يرى مراقبون أن المساعدات لا تُدار فقط بمنطق إنساني، بل تُستخدم أحيانًا كورقة ضغط:
واشنطن ولندن ربطتا بعض التمويلات بمدى التزام الحكومة الشرعية ببرامج الإصلاح الاقتصادي.
الرياض وأبوظبي استخدمتا المساعدات كورقة نفوذ سياسي وعسكري في مناطق الجنوب والساحل الغربي.
الحوثيون يوظفون المساعدات كجزء من منظومة "الاقتصاد الحربي"، لتعزيز سلطتهم على السكان.

انعكاسات إنسانية:

المجاعة: تقارير برنامج الأغذية العالمي حذّرت من أن أي خفض إضافي في المساعدات سيدفع اليمن إلى مستويات "غير مسبوقة" من الجوع.
التعليم والصحة: أكثر من مليوني طفل خارج المدارس، و80% من المرافق الصحية لا تعمل إلا جزئيًا بسبب نقص التمويل.
النزوح: استمرار الحرب وتراجع المساعدات يعني توسع موجات النزوح الداخلي، خاصة في مأرب والحديدة.
المساعدات الدولية تبقى شريان حياة للملايين في اليمن، لكنها في الوقت نفسه أداة تستخدمها القوى الإقليمية والدولية للضغط والتأثير في مسار الحرب والسياسة.
ما لم يُفصل الملف الإنساني عن الصراع السياسي، ستظل المساعدات مجرد "مسكن مؤقت" يخفف المعاناة لكنه لا يعالج جذورها. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 10