انفجار قرب مطار دمشق بين الرواية الرسمية والتأويلات الإعلامية

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.09.03 - 05:44
Facebook Share
طباعة

أثار دوي انفجار سُمع في محيط مطار دمشق الدولي، الأربعاء، جدلاً واسعاً بعد أن سارعت صفحات إخبارية ووسائل إعلام محلية إلى الحديث عن "قصف إسرائيلي" استهدف منطقة عسكرية قريبة، لكن وزارة الداخلية السورية سارعت إلى تقديم رواية مختلفة تماماً، موضحة أن ما جرى ليس سوى عملية تفجير لمخلفات الحرب، وهو ما أكدته أيضاً الهيئة العامة للطيران المدني السوري.

تفاصيل الرواية الرسمية:

وفق تصريح وزارة الداخلية لوكالة نورث برس، فإن الانفجار لم يخلف أي خسائر بشرية أو مادية، وجاء نتيجة تفجير متعمد لبقايا ذخائر من مخلفات الحرب في نطاق قريب من المطار وأكدت الهيئة العامة للطيران المدني أن العملية جرت على بُعد أكثر من 20 كيلومتراً من المطار، وأن حركة الملاحة الجوية لم تتأثر مطلقاً، حيث استمرت الرحلات بصورة طبيعية ومنظمة.
هذا التوضيح يندرج ضمن سياسة حكومية واضحة لتثبيت صورة الاستقرار في المنشآت الاستراتيجية، خاصة مطار دمشق الذي يُعد المنفذ الجوي الأساسي للبلاد.

بين الإعلام والرسميات:

على الجانب الآخر، اعتبرت بعض المنصات أن ما جرى قد يكون استهدافاً جديداً ضمن سلسلة الضربات الإسرائيلية المتكررة داخل سوريا، ومع أن إسرائيل لم تُعلن مسؤوليتها عن أي عملية في هذا التوقيت، فإن تراكم الهجمات السابقة على مواقع عسكرية ومطارات مدنية يجعل أي انفجار قرب مطار دمشق مادة خصبة للتأويل الإعلامي.
لكن سرعة إصدار بيان رسمي هذه المرة، سواء من وزارة الداخلية أو هيئة الطيران المدني، تعكس إدراك دمشق لحساسية الموقف وضرورة حسم الجدل منذ البداية.

الدلالات الأمنية والسياسية:

من الناحية الأمنية، يوحي إعلان الداخلية بأن دمشق تحاول إظهار سيطرة ميدانية على محيط المطار، وإبراز أن عمليات إزالة مخلفات الحرب مستمرة كجزء من جهود إعادة الاستقرار. وفي الوقت ذاته، فإن التأكيد على "انعدام أي تأثير على حركة الطيران" يحمل رسالة موجهة للداخل والخارج معاً، مفادها أن المطار ما يزال آمناً وصالحاً للاستخدام المدني رغم التوترات الإقليمية.

أما سياسياً، فيكشف الحدث عن استمرار معركة الرواية بين الإعلام الرسمي والوسائل غير الرسمية، حيث تحاول الحكومة السورية مواجهة أي خبر يمكن أن يُستغل لإظهار عجزها عن حماية أبرز منشآتها.
وفي ظل ظروف إقليمية مشحونة، يصبح تثبيت هذه الرواية جزءاً من المعركة الدبلوماسية والإعلامية مع خصومها.

يبدو أن حادثة الأربعاء لم تكن أكثر من تفجير لمخلفات حرب كما تؤكد السلطات السورية، لكن التضارب في الروايات يسلط الضوء على موقع مطار دمشق الدولي كمنشأة شديدة الحساسية، فبينما تحرص دمشق على طمأنة الرأي العام بشأن سلامته، تبقى أي أصوات انفجارات في محيطه كفيلة بإثارة تساؤلات جديدة حول قدرة سوريا على تحييد هذا المرفق الحيوي عن دوامة الصراع الإقليمي. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 3