في تصعيد نوعي جديد، أعلنت جماعة الحوثيين في اليمن تنفيذ عملية عسكرية استهدفت مواقع إسرائيلية في مدينة يافا. الجماعة أوضحت أن العملية جاءت رداً على ما وصفته بـ"جرائم الإبادة والتجويع" التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة، وكذلك "رداً أولياً على العدوان الإسرائيلي على اليمن".
المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، كشف أن العملية نُفذت بصاروخين باليستيين، الأول من طراز "فلسطين 2" الانشطاري متعدد الرؤوس، والثاني من طراز "ذو الفقار". وبحسب البيان، فقد أصابت الصواريخ أهدافها وأدت إلى حالة استنفار داخل إسرائيل، ترافقت مع لجوء ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ وتعليق حركة المطار.
العملية حملت أيضاً بعداً رمزياً، إذ تم ربطها بذكرى المولد النبوي الشريف، حيث أكد الحوثيون أن "الانتصار لغزة هو انتصار للأمة والدين والإنسانية"، في محاولة لإضفاء غطاء ديني وشعبي واسع على الضربة.
رسالة الحوثيين لم تكن موجهة فقط لإسرائيل، بل إلى الإقليم بأكمله. فهي تعلن أن الجغرافيا لم تعد عائقاً أمام قدرتهم الصاروخية، وأن العمق الإسرائيلي بات في مرمى ضرباتهم المباشرة. كما تؤكد الجماعة أن العمليات العسكرية ستتواصل بوتيرة متصاعدة في المرحلة المقبلة، بما يوحي بأن ما جرى ليس سوى بداية لمسار تصعيدي.
بالنسبة لإسرائيل، تمثل هذه الضربة معضلة إضافية في مشهد أمني معقد أصلاً. فمن جهة، يضطر الجيش لإعادة توزيع دفاعاته بين غزة ولبنان والبحر الأحمر واليمن. ومن جهة أخرى، يتعرض الداخل الإسرائيلي لصدمة نفسية متكررة مع كل إنذار صاروخي أو إغلاق مطار، وهو ما يضع الحكومة تحت ضغط داخلي متزايد.
في السياق، يشير هذا التطور إلى تحول الحوثيين من قوة محلية مرتبطة بالصراع اليمني إلى لاعب إقليمي فاعل في معادلة الحرب على غزة. ومع استمرار انسداد أفق التسويات السياسية، يبدو أن إسرائيل تدخل مرحلة استنزاف متعددة الجبهات، حيث تتحول كل مناسبة سياسية أو دينية إلى فرصة جديدة للتصعيد.