في خطوة تحمل دلالات دبلوماسية وسياسية حساسة، أعلن مكتب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ عن زيارة مقررة للفاتيكان، حيث سيلتقي بالبابا ليو الرابع عشر يوم الخميس المقبل، وسط جدل حول من بادر باللقاء.
تركز اللقاءات على ملفات شائكة وحيوية: الحرب في غزة، جهود الإفراج عن الرهائن، مكافحة معاداة السامية، وحماية المجتمعات المسيحية في الشرق الأوسط. ومن المقرر أن يلتقي هرتسوغ كذلك بوزير خارجية الفاتيكان، الكاردينال بيترو بارولين، ويزور مكتبة الفاتيكان، في إطار جولة دبلوماسية مكثفة.
ورغم الطابع الرسمي للزيارة، أثار الإعلان جدلًا دبلوماسيًا: فقد أكد مكتب هرتسوغ أن الدعوة جاءت من البابا، بينما أصدر الفاتيكان بيانًا غير معتاد يشير إلى أن اللقاء تم استجابةً لطلب الرئيس الإسرائيلي، لا بمبادرة من الفاتيكان. ويعكس هذا الخلاف دقة الحسابات السياسية والدبلوماسية في علاقات إسرائيل بالفاتيكان، خصوصًا بعد تولي البابا ليو منصبه في مايو 2025.
ويأتي اللقاء في وقت شددت فيه قيادة الفاتيكان على ضرورة وقف الحرب في غزة، والإفراج عن الرهائن، واحترام القانون الإنساني الدولي، في موقف يعكس حساسية الوضع الإقليمي والدولي تجاه الصراع.
البابا ليو الرابع عشر تولى منصبه في مايو 2025 خلفًا للبابا فرنسيس بعد وفاة الأخير إثر مرض طويل، بدأ تشكيل أجندة دولية نشطة، وحرص منذ توليه المنصب على تعزيز دور الفاتيكان في الوساطات الإنسانية والدبلوماسية، ليبدأ عهدًا جديدًا يتميز بالدور النشط للفاتيكان في الوساطات الدولية والدبلوماسية الإنسانية. من أبرز أولوياته منذ توليه المنصب: وقف النزاعات في الشرق الأوسط، حماية الأقليات الدينية، والإفراج عن الرهائن المحتجزين في مناطق النزاع.
العلاقة بين إسرائيل والفاتيكان تاريخيًا حساسة، حيث تجمع الطرفين مصالح دبلوماسية وثيقة مرتبطة بالسلام الإقليمي وحماية الطوائف الدينية. زيارة الرئيس هرتسوغ تأتي في وقت دقيق من الحرب في غزة، وسط ضغوط دولية متزايدة على تل أبيب لوقف العمليات العسكرية والإفراج عن الرهائن.
الخلاف الظاهر حول من بادر باللقاء يكشف عن حسابات سياسية دقيقة: هرتسوغ يسعى لإظهار المبادرة الدولية في ملف غزة، بينما يسعى الفاتيكان للحفاظ على حياده واستقلالية قراراته الدبلوماسية. اللقاء المرتقب ليس مجرد حدث بروتوكولي، بل منصة لتبادل الرسائل السياسية والإنسانية الحساسة، ويعكس الدور المتنامي للفاتيكان كوسيط محتمل في الملفات الإنسانية والدبلوماسية الدولية.