[11:24 م، 2025/9/2] رباب ????: في لبنان، أصبح الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي محوراً أساسياً لتشكيل الرأي العام.
بين الحملات السياسية، الأخبار المتداولة، والمحتوى الاجتماعي، يجد المواطن نفسه أمام فيض من المعلومات المتناقضة، مما يخلق بيئة إعلامية معقدة تتراوح بين تمكين المواطن وتضليله.
الإعلام الرقمي كمنصة سياسية:
أصبح السياسيون اللبنانيون يعتمدون بشكل متزايد على منصات التواصل للتواصل المباشر مع الجمهور من فيسبوك وإنستغرام إلى تويتر، تُستخدم الحسابات الرسمية لنشر الأخبار، التصريحات، وحتى الهجوم على الخصوم السياسيين.
على سبيل المثال، شهدت الانتخابات النيابية الأخيرة زيادة ملحوظة في الحملات الرقمية، حيث أظهرت دراسة صادرة عن مركز “بيروت للدراسات الإعلامية” أن 65% من الناخبين اللبنانيين تأثروا جزئياً بمحتوى الحملات على وسائل التواصل قبل اتخاذ قرارهم.
الأخبار الكاذبة والتضليل الإعلامي:
ظاهرة الأخبار الكاذبة أصبحت تحديًا كبيرًا، في السنوات الأخيرة، انتشرت شائعات ومعلومات مغلوطة خلال الأزمات السياسية والاقتصادية، مثل الأخبار حول تعطيل المصارف أو تصريحات حكومية ملفقة، مما زاد من شعور المواطنين بالارتباك وعدم الثقة.
ووفقًا لمصادر محلية، أكثر من 40% من مستخدمي وسائل التواصل اعترفوا بمشاركة أخبار لم يتأكدوا من صحتها، ما يعكس مدى تأثير التضليل على الرأي العام.
الإعلام الرقمي والاحتجاجات الشعبية:
لعبت وسائل التواصل دورًا محوريًا في تنظيم الاحتجاجات والتحركات الشعبية، أبرزها احتجاجات 17 تشرين 2019. ساعدت المنصات الرقمية على نشر الدعوات للتظاهر، تبادل المعلومات، وتوثيق أحداث الشوارع.
كما ساهمت الحملات الرقمية في توسيع دائرة التضامن المجتمعي، سواء مع المتظاهرين أو مع قضايا حقوق الإنسان، ما يعكس قدرة الإعلام الرقمي على التحفيز الاجتماعي والسياسي في آن واحد.
الشباب والإعلام الرقمي:
الشباب هم الأكثر نشاطًا على المنصات الرقمية في لبنان، سواء في متابعة الأخبار أو إنتاج المحتوى، تشير إحصاءات حديثة إلى أن نحو 80% من مستخدمي الإنترنت في لبنان هم دون سن الأربعين، ويشكلون القوة الفاعلة في تحديد النقاش العام الرقمي.
لكن هذا النشاط يأتي مع تحديات، أبرزها التعرض للمحتوى المضلل، ما يستدعي زيادة الوعي الإعلامي وتعليم مهارات التحقق من الأخبار.
آراء الخبراء:
يرى المختصين في الإعلام الرقمي في لبنان مزدوج التأثير: يمنح المواطن صوتًا أكبر، لكنه في الوقت نفسه يضاعف من الانقسامات الاجتماعية والسياسية إذا لم يتم التعامل معه بحذر، أن القدرة على تحليل المعلومات الرقمية أصبحت مهارة أساسية لكل مواطن، خصوصًا في بيئة مليئة بالشائعات والمعلومات المغلوطة.
الإعلام الرقمي في لبنان يمثل قوة كبيرة: أداة تمكين للمواطن، ومنصة للتغيير الاجتماعي والسياسي، لكنه أيضًا مصدر للضوضاء والتضليل.
في ظل هذه البيئة، أصبح من الضروري تعزيز الثقافة الإعلامية، وتمكين الأفراد من التمييز بين الأخبار الصحيحة والكاذبة، لضمان مشاركة واعية ومسؤولة في الفضاء الرقمي.
[11:34 م، 2025/9/2] رباب ????: الوفيات في غزة أعلى من الأرقام الرسمية بـ3 أضعاف
متابعات _ وكالة أنباء آسيا
تشير الوقائع الإنسانية في قطاع غزة إلى أزمة صحية حادة تتجاوز الأرقام الرسمية المعلنة. وفق عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فإن الوفيات الحقيقية أعلى بثلاثة أضعاف ما تعلنه وزارة الصحة، إذ يموت العديد من المرضى والمجوعين بصمت حول الخيام ومراكز الإيواء، دون تسجيل أو إبلاغ.
يعاني أكثر من 43 ألف طفل دون سن الخامسة، وأكثر من 55 ألف حامل ومرضع، من سوء التغذية الشديد. في أغسطس/آب الماضي، سُجل 185 وفاة بسبب سوء التغذية فقط، قبل احتساب الوفيات غير المعلنة في الخيام ومراكز الإيواء. أجساد السكان منهكة وفقدت القدرة على مقاومة الأمراض، ما أدى إلى انتشار فيروسات وبكتيريا خطرة مثل التهاب السحايا والكبد الوبائي، وهي أمراض كان يُعتقد أنها قد أُقضِي عليها قبل الحرب.
الحصار ومنع إدخال الغذاء والأدوية، إضافة إلى تدمير المستشفيات والمرافق الأساسية، يزيدان من تفاقم الأزمة، يعيش مئات الآلاف في خيام بلا مياه نظيفة أو مرافق صحية، مما يجعلهم أكثر عرضة للوفاة والأمراض، بينما تؤدي الصدمات النفسية والاضطرابات العقلية الناتجة عن الحرب والحصار إلى ضعف المناعة وزيادة معدلات الوفاة بين الفئات الأكثر ضعفاً.
التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي يؤكد أن المجاعة متفشية في غزة، ومن المتوقع أن تمتد إلى محافظات دير البلح وخان يونس بنهاية الشهر الجاري، ما يشير إلى أن الأزمة ستزداد حدة إذا لم يتم تدخل عاجل، الواقع على الأرض يظهر أن الأرقام الرسمية تمثل جزءاً صغيراً من مأساة غزة، وأن التدخل الإنساني العاجل أصبح أمراً حيوياً لإنقاذ حياة آلاف المدنيين في مواجهة الجوع والأمراض وانتشار الاضطرابات النفسية.