رغم الضغوط المستمرة والتهديدات الإسرائيلية المباشرة، تبرز القيادة الخارجية لحركة "حماس" كقوة صامدة ومرنة على الصعيد الإقليمي والدولي، تقرير لموقع "واللا" العبري سلط الضوء على كبار مسؤولي الحركة المتواجدين في الخارج، مؤكداً أن إسرائيل تراقبهم عن كثب، ولكن أي خطوة عملية ضدهم مرتبطة بقرارات سياسية دقيقة نظرًا لحساسية مواقعهم في دول عربية مثل قطر ولبنان، إضافة إلى تركيا.
تحليل مواقع القيادة يظهر استراتيجية واضحة: توزيع المسؤوليات الجغرافية يعزز قدرة الحركة على الصمود وإدارة ملفاتها المختلفة بعيداً عن الاستهداف المباشر.
من أبرز الشخصيات: خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي ومقره قطر؛ خليل الحية، مدير السياسة الخارجية ومقره قطر؛ زاهر جبارين في تركيا؛ موسى أبو مرزوق، نزار عوض الله، وغازي حمد بين قطر ولبنان؛ بالإضافة إلى علي بركة وفتحي حماد في لبنان وتركيا، هذا التوزيع يتيح لهم الحفاظ على خطوط اتصال دبلوماسية واستراتيجية، ويمنح الحركة القدرة على التنقل بين الدول لإدارة المفاوضات والسياسات الداخلية والخارجية بمرونة عالية.
من الناحية الاستخباراتية، يشير التقرير إلى أن الموساد والشاباك يتابعان هذه القيادة بدقة، ولكن تنفيذ أي عمليات اغتيال محتملة يتطلب قرارًا سياسيًا حساسًا. هذا يعكس واقعًا استراتيجيًا مهمًا: صمود القيادة لا يعتمد على الحماية البدنية فحسب، بل على إدارة ذكية للمعلومات، والتوازن بين التحرك السياسي والدبلوماسي، والقدرة على الحفاظ على التماسك الداخلي للحركة.
من جانبه، يبرز صراع النفوذ بين المؤسسات الإسرائيلية نفسها؛ أن الجيش والموساد يناقشان نطاق المسؤوليات بعد نجاح عمليات سابقة مثل "أجهزة النداء" في بيروت، وعمل الموساد في إيران، مستفيداً من الذكاء الإعلامي في نشر معلومات في الوقت المناسب لتعظيم التأثير الاستراتيجي، ما يعكس أهمية التخطيط الدقيق والحنكة في العمليات الاستخباراتية.
صمود قيادة حماس في الخارج يبين مهارات تنظيمية واستراتيجية عالية، حيث توازن بين حماية نفسها وإدارة ملفات السياسة الخارجية والمفاوضات مع الأطراف الإقليمية والدولية. هذه القدرة على التحرك الذكي والتنظيمي تجعل الحركة قادرة على الصمود أمام الضغوط والتهديدات الإسرائيلية المستمرة، ما يعزز مكانتها كقوة فاعلة إقليمياً ودوليًا رغم كل القيود والتهديدات.
تؤكد المعلومات التي رصدها "واللا" أن قيادة حماس ليست مجرد هدف عسكري، بل نموذج لصمود استراتيجي مرن، يعتمد على توزيع المسؤوليات، والمرونة الجغرافية، وإدارة ذكية للسياسة والإعلام، ما يضمن استمرار تأثيرها ونفوذها رغم محاولات الاستهداف المستمرة.