أثار تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أكد فيه أن "لا أحد فعل لإسرائيل أكثر مما فعله هو"، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية، خصوصاً مع تلميحه إلى أن الحرب الجارية في غزة أضعفت صورة إسرائيل على الصعيد الدولي وأضرّت بنفوذها داخل الولايات المتحدة.
في مقابلة مع موقع دايلي كولر، شدد ترامب على أن تل أبيب "فقدت السيطرة التي كانت تمارسها على الكونغرس قبل 15 عاماً"، مشيراً إلى أن استمرار العدوان على غزة أدى إلى تراجع قدرتها على التأثير في الرأي العام الأميركي، بل وحتى في مراكز القرار في واشنطن. وبرغم تأكيده أن إسرائيل قد "تفوز عسكرياً"، فإنه يرى أنها تخسر معركة العلاقات العامة، ما يضر بمكانتها العالمية.
هذا الموقف يعكس تحوّلاً لافتاً في خطاب ترامب؛ فهو الرئيس الذي تباهى بنقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، كما تباهى أيضاً بأنه أمر بالضربات ضد إيران خلال حرب قصيرة دارت مؤخراً، والتي وصفها بأنها خدمة إضافية لإسرائيل. لكن انتقاده اليوم لضعف نفوذ اللوبي الإسرائيلي في أميركا يوحي بوجود متغيرات في توازن العلاقة، خاصة في ظل الانقسام الداخلي الأميركي بشأن دعم إسرائيل.
من زاوية أخرى، تكشف تصريحات ترامب عن إدراك متزايد لدى دوائر صنع القرار في واشنطن أن استمرار الحرب في غزة لا يضعف فقط صورة إسرائيل، بل يحرج الولايات المتحدة أيضاً، التي تُتهم بدعم حرب تسببت في مجازر إنسانية، ما قد يفاقم الضغوط على الإدارة الأميركية الحالية.
منذ عقود، لعب اللوبي الإسرائيلي دوراً محورياً في السياسة الأميركية، خصوصاً عبر لجنة "أيباك". غير أن السنوات الأخيرة شهدت صعود تيارات شبابية وتقدمية داخل الحزب الديمقراطي، تعارض بشدة السياسات الإسرائيلية في فلسطين. تصريحات ترامب الأخيرة قد تعكس هذا التحول، وتشير إلى أن "التفويض المطلق" الذي تمتعت به إسرائيل في واشنطن لم يعد قائماً كما كان في الماضي.