إسرائيل بين التحديات اللبنانية والفرص السورية المحدودة

الاعلام العبري

2025.09.02 - 11:10
Facebook Share
طباعة

 عاد ملف المفاوضات الأمنية بين إسرائيل وجوارها ليحتل مساحة كبيرة من التحليلات الإقليمية، بعد تصريحات أدلى بها يوسي كوبرفاسر، الرئيس السابق لشعبة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية والمدير الحالي لمعهد القدس للاستراتيجية والأمن. كوبرفاسر رأى أن فرص التفاهم مع دمشق تبدو أكثر احتمالاً من التوصل إلى أي اتفاق مع بيروت، مبرراً ذلك بصعوبة تفكيك ترسانة حزب الله العسكرية، مقارنة بالتنازلات المحدودة التي قد تقدمها الحكومة السورية.


دمشق "أقل تعقيداً" من بيروت
أكد كوبرفاسر أن نزع سلاح حزب الله في لبنان يشكل عقبة شبه مستحيلة، بينما يرى أن التفاهم مع دمشق ممكن إذا توفرت ضمانات أمنية، وفق شروط إسرائيلية تهدف إلى ضبط حركة الجماعات المسلحة. وتشير هذه الرؤية إلى أن مطالب إسرائيل تتجاوز الحدود التقليدية للدولة السورية، بينما تشكل مطالب الحكومة السورية، مثل وقف التدخلات العسكرية الإسرائيلية، خطوة أقل تعقيداً.


أزمة الثقة مع حزب الله
في الوقت نفسه، أبدا كوبرفاسر تشككه في التزام حزب الله أو الحكومة اللبنانية بأي اتفاقيات محتملة، مشيراً إلى احتمال ما سماه "الباب الدوّار"، حيث يمكن أن يقوم الحزب بتسليم رمزي للسلاح ثم استعادته لاحقاً. هذا يعكس مدى هشاشة أي محاولات لتفكيك قوة الحزب العسكرية، رغم الخسائر التي تكبدها خلال المواجهات الأخيرة مع الجيش الإسرائيلي في خريف 2024.


وساطة أميركية وطموحات محدودة
يشير كوبرفاسر إلى أن الحكومة السورية قد تقبل باتفاق أمني محدود عبر وساطة أميركية، بشرط عدم وجود أي وجود إيراني على أراضيها وعدم تهديد الجولان المحتل، مستفيداً من الدعم السياسي الأميركي السابق لشرع ورفع بعض العقوبات عنه. ويبدو أن دمشق لا تسعى حالياً لمعاهدة سلام شاملة، وإنما قد تكتفي بتفاهم جزئي يخفف الضغوط العسكرية والسياسية، ويمنحها قدرة على تثبيت موقعها الداخلي.


ملفات أمنية داخلية
كما لفت كوبرفاسر الانتباه إلى أحداث السويداء والساحل، مشيراً إلى مسؤولية عناصر من "هيئة تحرير الشام" وتقاعس الحكومة السورية عن حماية السكان، خاصة الطائفة الدرزية، وهو ما يعكس نقاط ضعف النظام في توفير الأمن الداخلي. هذه الملفات ليست فقط قضية سيادة، بل ترتبط أيضاً بالضغوط الخارجية التي تمارسها إسرائيل على سوريا.


ملف جبل حرمون والجنوب السوري
أوضح كوبرفاسر أن إسرائيل سيطرت على أجزاء من المنطقة العازلة جنوب سوريا منذ نهاية 2024، بعد سقوط نظام الأسد، وأنها قد تحتفظ بمواقع استراتيجية مثل جبل حرمون، رغم أي اتفاق محتمل مع دمشق. هذا يعكس استمرار تعقيدات السيطرة الإسرائيلية على الأرض ورفضها التخلي عن مواقع حساسة، مما يحد من فعالية أي تفاهمات أمنية.


قراءة في المشهد الإقليمي
تصريحات كوبرفاسر تكشف أن إسرائيل ترى لبنان أكثر تعقيداً في المفاوضات من سوريا، لكنها تسعى لاستغلال الظروف السورية لتحقيق مصالحها الاستراتيجية. بينما تواجه الحكومة السورية خيار التعامل مع الضغوط الإقليمية والدولية، دون الدخول في أي اتفاقيات سلام شاملة قد تثير معارضة داخلية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 10