اليهود المثليون بين الشتات وإسرائيل: تل أبيب ملاذ أم تجربة صادمة؟

2025.09.02 - 08:11
Facebook Share
طباعة

تسلط تجربة مجموعة من اليهود المثليين من أمريكا الشمالية الذين زاروا إسرائيل مؤخراً، الضوء على التناقضات التي يواجهها اليهود في الشتات من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى. الرحلة التي نظمتها "هيبرو" و"بيرثرايت إسرائيل" كانت تهدف لتعزيز الروابط الثقافية والدينية، لكنها تحولت بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 إلى اختبار صعب للهوية والانتماء.

 

أثناء وجودهم في تل أبيب، صدم المشاركون من حجم الهجوم الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واختطاف 251 آخرين، وهو ما أعاد إلى الواجهة هشاشة الأمن الشخصي حتى في المدن الإسرائيلية الكبرى. الرحلات الجوية تم تعليقها، واضطر بعضهم للعودة بطرق غير تقليدية، بما في ذلك عبور الأردن أو استخدام القوارب، وسط خوف من استهدافهم كيهود. هذا المزيج بين تجربة الصدمة والحاجة إلى البقاء كشف هشاشة الشعور بالأمان الذي غالباً ما يعتبر مفروغاً منه في الشتات.

 

رغم الصدمة، اختار بعض المشاركين العودة إلى إسرائيل في أغسطس 2025، ليس فقط كرحلة سياحية، بل كفعل تطوعي عبر المشاركة في تنظيف الشقق المتضررة من الهجمات الصاروخية. هذه العودة تعكس رغبة عميقة في الانتماء، ليس فقط لليهودية، بل لمجتمع يتقبل هويتهم المزدوجة: يهود ومثليين.

 

التقرير يشير إلى عزلة اليهود المثليين في الشتات، حيث تصاعد معاداة السامية في بعض المجتمعات. هذه العزلة دفعتهم للبحث عن ملاذ في إسرائيل، لا بوصفها مجرد دولة، بل كبيئة توفر لهم مساحة آمنة للتعبير عن هويتهم الكاملة.

 


التجربة تكشف عن صراع مزدوج: مواجهة معاداة السامية في الخارج، والصدمات الأمنية في الداخل. تل أبيب تقدم نموذجاً لما قد يعنيه الملاذ، لكنها في الوقت نفسه تبرز هشاشة الأمن في ظل الصراعات الإقليمية المستمرة. رحلة هؤلاء اليهود المثليين تمثل توازناً دقيقاً بين الانتماء والهوية، وبين الحرية الشخصية والواقع السياسي المعقد في المنطقة.


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 2