مادورو يحذر من أكبر تهديد منذ قرن

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.09.01 - 11:22
Facebook Share
طباعة

ارتفعت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا إلى مستويات غير مسبوقة، بعد إعلان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن بلاده تواجه "أكبر تهديد منذ قرن"، في إشارة إلى نشر واشنطن ثماني سفن حربية مجهزة بـ1200 صاروخ وقوات إضافية في منطقة البحر الكاريبي.
التحركات الأمريكية تأتي ضمن حملة تقول واشنطن إنها تهدف لمكافحة تهريب المخدرات، لكنها تثير مخاوف من تصعيد عسكري قد يؤثر على الاستقرار الإقليمي.

في أغسطس/آب الماضي، أكدت الحكومة الأمريكية تحريك هذه القوات البحرية لتعزيز مراقبة مهربي المخدرات، وسط تقديرات تقول إن نحو 90% من الكوكايين المتجه إلى الولايات المتحدة يمر عبر فنزويلا أو دول الجوار.
كما ضاعفت إدارة ترامب مكافأة القبض على مادورو إلى 50 مليون دولار، بعد اتهامه بأنه أحد أكبر تجار المخدرات في العالم.
مادورو وصف التحركات الأمريكية بأنها "مبالغ فيها وإجرامية ودموية"، مؤكدًا أن بلاده أعدت أقصى درجات الجاهزية العسكرية ولن ترضخ للضغط الأمريكي كما هاجم السياسة الخارجية الأمريكية، مشيرًا إلى تأثير وزير الخارجية ماركو روبيو، مضيفًا: "عبثت مع دولة واحدة، عبثت بالدول جميعها".

الخلفيات التاريخية للتوتر معقدة، إذ تعيش فنزويلا أزمة اقتصادية حادة تشمل تضخمًا فاق 1000% في بعض السلع الأساسية ونقصًا حادًا في المواد الغذائية، بينما هاجر نحو 7 ملايين فنزويلي خلال السنوات الأخيرة إلى دول الجوار وأوروبا، وفق إحصاءات الأمم المتحدة هذه الأزمات جعلت البلاد أكثر هشاشة أمام أي ضغط خارجي، في وقت تواصل واشنطن ممارسة ضغوط سياسية واقتصادية عبر العقوبات واتهامات بتمويل جماعات مسلحة.

الأسباب المباشرة للتحركات الأمريكية ترتبط أساسًا بمكافحة تهريب المخدرات، إذ تشير تقديرات إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية إلى أن تجارة الكوكايين من فنزويلا تصل قيمتها إلى نحو 2.5 مليار دولار سنويًا. مادورو يرى أن هذه المزاعم مجرد ذريعة لممارسة الضغط السياسي والاقتصادي على النظام الفنزويلي وفرض إرادة واشنطن في المنطقة.

أما السيناريوهات المستقبلية، فتتراوح بين مواجهة سياسية ودبلوماسية مستمرة مع تشديد العقوبات الأمريكية، وصولًا إلى تحركات عسكرية محدودة تشمل عمليات بحرية أو ضربات تحذيرية. في أسوأ الاحتمالات، قد تشهد المنطقة مواجهة بحرية محدودة، بينما قد تعتمد كراكاس على تعزيز تحالفاتها الإقليمية والدولية.

يبقى التصعيد الأخير انعكاسًا لتشابك القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية في المنطقة، ويضع فنزويلا في مواجهة مباشرة مع قوة عظمى، بينما يتأرجح الاستقرار الإقليمي بين الضغط الأمريكي والقدرة الداخلية على الصمود، ما يجعله اختبارًا حقيقيًا لسيادة فنزويلا ومتانة مؤسساتها في مواجهة تهديدات استراتيجية تتجاوز حدودها الوطنية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 6