غزة تدفع الثمن: إخفاقات الجيش الإسرائيلي تحت المجهر

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.09.01 - 10:01
Facebook Share
طباعة

مع تصاعد العمليات العسكرية في قطاع غزة، تتكشف فجوات كبيرة في قدرة الجيش الإسرائيلي على حماية المدنيين وإدارة الصراع بفعالية.
العميد (احتياط) آفي بنياهو، مستشار إدارة الأزمات والمتحدث السابق باسم جيش الدفاع الإسرائيلي، يكشف في مقابلة مطوّلة على إذاعة 103FM حجم التحديات والإخفاقات في التخطيط العسكري، موضحًا أن القيادة تتحمل مسؤولية مباشرة تجاه حياة الجنود والمدنيين، لكن الحكومة تضغط أحيانًا لتجاوز المسؤوليات الأساسية.

بنياهو وصف دور رئيس الأركان بأنه يشبه "دبابة" متحركة، تتحمل مسؤولية كبيرة في تقدير العواقب قبل تنفيذ أي عملية، لكنه بيّن أن الضغط السياسي على القيادة العسكرية يحول دون اتخاذ القرارات المدروسة، ما يزيد من المخاطر على المدنيين في غزة.
هذا الواقع يعكس ضعف الاستراتيجية الإسرائيلية في التوازن بين الأهداف العسكرية والأثر الإنساني، حيث يعاني السكان الفلسطينيون من تداعيات مباشرة نتيجة العمليات غير المحسوبة بدقة، مع استمرار تدمير البنية التحتية والخدمات الأساسية.

تحمل القيادة العسكرية مسؤولية مزدوجة، تشمل تنفيذ المهمات بكفاءة مع مراعاة الأبعاد الإنسانية، لكن بنياهو يوضح أن غالبية القرارات تتخذ في بيئة سياسية ضاغطة، ما يعيق القدرة على الحد من الخسائر بين المدنيين، اللافت أن هذه الفجوات تظهر بشكل واضح عند الحديث عن خطط احتلال محتملة لقطاع غزة، حيث لم تُظهر الحكومة تقديرات واضحة للخسائر البشرية أو الميزانيات المطلوبة للتعامل مع تداعيات الصراع، وهو ما يضع المدنيين الفلسطينيين في قلب المخاطر.

توضح السيناريوهات المحتملة أن أي تصعيد عسكري واسع النطاق سيؤدي إلى خسائر كبيرة بين السكان المدنيين وتدمير البنية التحتية، فيما العمليات المحدودة أو الحكومة العسكرية الرمزية لا تقلل من معاناة الفلسطينيين، بل تستمر في فرض الضغوط عليهم، في حين أن الضغوط الدولية والإعلامية قد تجبر الجيش على تعديل أسلوب التنفيذ، لكن غالبًا بعد فوات الأوان.

إخفاقات الجيش الإسرائيلي ليست فقط في التنفيذ العسكري، بل في الافتقار إلى خطط مدروسة للحد من الخسائر الإنسانية، وإعطاء الأولوية للأهداف السياسية على حساب حياة المدنيين.
بنياهو يشير إلى أن أي تقييم غير دقيق لتداعيات العمليات يؤدي إلى كارثة على الأرض، ويجعل غزة ساحة مستمرة للمعاناة، حيث يعاني السكان من نقص الخدمات الأساسية والمخاطر المباشرة نتيجة عدم كفاية التخطيط.
يبرز أيضًا أن رئيس الأركان، رغم كفاءته، محاصر بين المسؤولية العسكرية والضغط السياسي، ما يعكس فجوة استراتيجية داخلية في الجيش الإسرائيلي.
القدرة على تقدير حجم الدماء وتأثير العمليات على المدنيين لا تزال محدودة، وهو ما يجعل الفلسطينيين الأكثر تضررًا من أي خطأ أو قرار متسرع، مخاطباً الأهالي، التقدير الواقعي لتداعيات العمليات، الإدارة العسكرية غير قادرة دائمًا على حماية المدنيين، ما يعكس إخفاقًا مؤسسيًا يضاعف المعاناة الإنسانية في قطاع غزة.

تصريحات بنياهو، كما نقلتها الصحيفة العبرية، تكشف أن نجاح العمليات العسكرية لا يقتصر على القدرات القتالية، بل يعتمد على التخطيط المسؤول والوعي بالعواقب الإنسانية، وهو ما يظهر بوضوح أن الفلسطينيين يدفعون ثمن الفجوات الإسرائيلية، يعكس بجلاء أن إخفاقات الجيش والحكومة الإسرائيلية على الأرض تزيد من معاناة المدنيين الفلسطينيين، وتؤكد أهمية مراعاة البعد الإنساني في أي صراع مستقبلي. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 4