تواجه إسرائيل أزمة متصاعدة في إدارة صورتها الإعلامية والدبلوماسية، حيث تكشف الأحداث الدولية عن ضعفها وهشاشتها أمام الانتقادات المستمرة لانتهاكاتها بحق الفلسطينيين.
وتبدو الدولة التي تُعرف بتفوقها الاستراتيجي عاجزة في إدارة صورها أمام العالم، خصوصاً بسبب سياساتها تجاه الفلسطينيين، ما يضعها في موقف هش أمام المجتمع الدولي ويثير التساؤل حول قدرتها على إدارة أزماتها الإعلامية بفعالية.
تعود الأزمة الإعلامية إلى عدة عوامل، أبرزها ضعف التنسيق والموارد الإعلامية، إذ لم تطور إسرائيل بعد آليات متكاملة لمواجهة الحملات الإعلامية التي تكشف انتهاكاتها بحق الفلسطينيين، ويؤدي التنسيق المحدود بين الكيانات الحكومية والمؤسسات المدنية إلى تضارب الرسائل الرسمية وفقدان القدرة على إيصال سردية متماسكة. كما تظهر فجوة كبيرة بين القوة العسكرية والصورة الإعلامية، فرغم التفوق الميداني، لا تُترجم الإنجازات العسكرية إلى تعزيز الصورة الدولية، والتغطية المستمرة لمعاناة الفلسطينيين والضغط الدبلوماسي العالمي يعكسان ضعف إسرائيل في فرض سردية موحدة، ويجعل أي نجاح عسكري يبدو ناقصاً أمام العالم.
إضافة إلى ذلك، يزداد الضغط الدولي عبر الانتقادات المتكررة والمنظمات الحقوقية التي تكشف الانتهاكات الإسرائيلية، مما يقلل من قدرة الدولة على فرض سيطرتها على الصورة الإعلامية.
تتجلى تداعيات هذه الأزمة في تآكل النفوذ الدولي لإسرائيل، إذ يعرض الفشل في إدارة الصورة الإعلامية قيادتها لضغوط دبلوماسية مستمرة ويضعها في موقف هش أمام الشركاء الدوليين. كما تؤثر الأزمة على العمليات العسكرية والسياسية، إذ يبدو أي نجاح ميداني ناقصاً أمام العالم بسبب التغطية السلبية، ما يفرض قيوداً على استراتيجياتها. في المقابل، يزداد تأثير القضية الفلسطينية إعلامياً، حيث يواصل الإعلام الدولي نقل أصوات الفلسطينيين وكشف معاناتهم، ما يعكس هشاشة الاحتلال ويزيد الدعم الدولي للحقوق الفلسطينية.
وفق ما أفادت به صحيفة المعارف العبرية، اقترح خبراء استراتيجيون إنشاء قوة متخصصة لإدارة المعلومات تحت مسمى "الجيش المعرفي"، بهدف نشر ما تعتبره إسرائيل "حقائقها" وتفنيد الانتقادات، لكن استمرار فضح الممارسات بحق الفلسطينيين يجعل السيطرة على السردية الإعلامية أمراً شبه مستحيل، ويجعل الجبهة الإعلامية الفلسطينية أكثر تأثيراً من أي سردية رسمية إسرائيلية.
الأزمة الإعلامية والدبلوماسية الحالية تبين ضعف إسرائيل في فرض سيطرتها على سردية الأحداث على المستوى الدولي، وتؤكد على أهمية استمرار الضغط الإعلامي والدبلوماسي لدعم حقوق الفلسطينيين وكشف الحقيقة للعالم، ما يبرز هشاشة الاحتلال أمام الرأي العام الدولي ويضع فلسطين في موقع قوة أخلاقية وإعلامية على الساحة العالمية.