يشهد لبنان اليوم وضعاً دقيقاً على المستويين السياسي والأمني، وسط مخاوف من تصاعد التوترات الداخلية والخارجية.
التحليل يظهر أن البلاد تواجه تحديات مركبة نتيجة الانقسامات الطائفية والسياسية المتجذرة منذ السبعينات، وتأثير القوى الإقليمية على الشأن اللبناني، ما يهدد الاستقرار الوطني ويعيد الحديث عن مخاطر الانزلاق نحو صراعات جديدة.
موقف روبير الأبيض:
في تصريحات رسمية، أكّد رئيس المجلس الوطني الأرثوذكسي اللبناني، روبير الأبيض، أن الوقت قد حان لوضع المصالح الطائفية والفئوية جانبًا، خصوصًا في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان.
واعتبر أن الجيش اللبناني يمثل الدرع المنيع للوحدة الوطنية، محذراً من أي محاولات لاستقواء الأطراف بالسلاح خارج الدولة، لما لذلك من آثار سلبية على الأمن الداخلي وإعادة الإعمار.
ودعا الأبيض إلى تسليم جميع الأسلحة إلى الجيش اللبناني، مع التأكيد على أن أي تأخير في ذلك يعيق قدرة الجيش على حماية الحدود والمواطنين ويؤخر إعادة إعمار الجنوب والمناطق المتضررة.
كما اقترح إنشاء لواء للمقاومة الوطنية ضمن استراتيجية الدفاع الشعبي اللبناني، يضم أبناء الوطن من جميع المحافظات ويكون تحت قيادة الجيش مباشرة، ليعزز قدرة الدولة على الدفاع الشامل بعيدًا عن الانتماءات الطائفية أو الحزبية.
تحذير من استدعاء أزمات الماضي:
التحليل السياسي يشير إلى أن تصريحات المجلس تأتي في سياق القلق من تكرار الانقسامات السياسية والطائفية التي أدت إلى الحرب الأهلية في العام 1975، كما يُلاحظ أن هناك محاولات بعض الأطراف لاستقواء الخارج لتحقيق مصالح داخلية، ما يمثل تهديداً مباشرًا لوحدة الدولة اللبنانية وقدرتها على إدارة الأزمات.
الأبعاد العسكرية: تعزيز الجيش وتوحيد المقاومة
من منظور أمني واستراتيجي، يرى المجلس أن القوة الحقيقية تكمن في الجيش الموحد، إنشاء جناح شعبي تحت قيادة الجيش يهدف إلى دمج جهود المقاومة الوطنية في إطار الدولة، وضمان أن تكون المقاومة الوطنية شاملة لكل اللبنانيين، وليست حكراً على طائفة أو حزب محدد.
هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز قدرة الجيش على مواجهة أي تهديد إقليمي أو محلي وحماية استقرار البلاد.
الأبعاد الاجتماعية: ضغط الحياة اليومية والمعاناة:
تتزايد المخاوف من تأثير الأزمات السياسية والأمنية على الأوضاع المعيشية للسكان، خاصة في الجنوب والمناطق المتضررة.
يشير التحليل إلى أن أي تأخير في إعادة الإعمار أو استمرار انتشار السلاح خارج الدولة يفاقم معاناة المدنيين، ويهدد المجتمع بموجات نزوح وهجرة، ويزيد من الإحباط الشعبي من قدرة الدولة على حماية مواطنيها.
لبنان بين الوحدة والانقسام:
يقف لبنان اليوم عند مفترق طرق: إما تعزيز وحدته الوطنية، ودعم الجيش والمقاومة الوطنية الموحدة، وإعادة إعمار المناطق المتضررة، أو الانزلاق نحو صراعات جديدة تعيد سيناريو الماضي المؤلم.
الحلول الاستراتيجية، وفق رؤية روبير الأبيض، ترتكز على وحدة وطنية حقيقية، توحيد المؤسسة العسكرية، وضمان سيطرة الدولة على السلاح والمقاومة الوطنية، لضمان حماية الشعب والأرض وتعزيز الاستقرار الداخلي.