فضيحة جديدة تهز الجيش الإسرائيلي، إذ كشف جنود عن عيوب صحية خطيرة في قواعد التدريب، وانتشرت صورها على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أثار جدلًا واسعًا حول الظروف التي يعيشها الجنود داخل قواعدهم.
وكشفت الصحف العبرية عن تعامل الجيش مع هذه القضية بطريقة أثارت انتقادات حادة بسبب العقوبات الصارمة ضد الجنود الذين وثقوا المخالفات.
وفق ما نشرته صحف عبرية، أصدرت شعبة التكنولوجيا واللوجستيات أوامر بتفتيش القواعد، إلا أن القادة في بعض المواقع اتخذوا إجراءات عقابية مباشرة ضد الجنود الذين نشروا الصور والفيديوهات، معتبرين ذلك خرقًا لتعليمات أمن المعلومات.
في قاعدة "ساياريم"، حكم على أحد الجنود بالسجن العسكري لمدة 13 يومًا بعد تصوير فأر في الطعام وعرض عيوب صحية أخرى، مع التأكيد على وجود تعليمات صارمة تحظر التصوير داخل المعسكرات.
وبحسب ما أفادت به الصحف، الظروف المعيشية داخل القواعد كانت صعبة للغاية، مع نقص شديد في جودة الطعام وانهيار نظام الكهرباء خلال الأيام الحارة.
الجنود اضطروا للعيش في أجواء غير صحية، وسط خطر الإصابة بالأمراض بسبب الطعام غير الصالح وعدم كفاية المرافق الأساسية.
تواجه الإدارة العسكرية انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ ظهر واضحًا أن القادة ركزوا على العقوبات على الجنود بدلاً من معالجة الأوضاع، الصحف العبرية أشارت إلى أن العدد الكبير من المجندين في دورات أبريل وأغسطس ساهم في تفاقم الوضع، إذ لم تتمكن شعبة اللوجستيات من توفير طعام مناسب للجميع، ما أدى إلى انتشار صور وفيديوهات أظهرت الفئران في الأطباق والأطعمة غير الصالحة للأكل.
كما برزت التقارير أن الجنود كانوا مجبرين على تنظيف القواعد قبل وصول كبار الضباط أو أي مراقبين، في محاولة لإخفاء الواقع الصادم، هذا السلوك يسلط الضوء على تفاوت الأولويات داخل الجيش الإسرائيلي بين الحفاظ على المظهر الرسمي ومعالجة المشاكل الحقيقية.
تعتبر هذه القضية بحسب الصحف العبرية واحدة من أكثر الفضائح "خزياً" في تاريخ الجيش الإسرائيلي، إذ توضح حجم التحديات الإنسانية التي يواجهها الجنود، مقابل تركيز السلطات على العقوبات الصارمة لمن يجرؤ على توثيق الحقيقة. وتبرز هذه الأحداث المفارقات الكبيرة بين متطلبات الحرب والاحتياجات الأساسية للجنود، ما يزيد الضغط النفسي والمادي عليهم.