تشير التطورات الأخيرة إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية المعروفة باسم "مركبات جدعون" لم تحقق أهدافها المعلنة، ما يفتح باب التساؤلات حول فعالية التخطيط العسكري والتقديرات الاستخباراتية في مواجهة حركة حماس.
الوثائق المسربة، التي كشفت عنها القناة 12 الإسرائيلية، توضح أن العملية شهدت أخطاء استراتيجية وتنفيذية جسيمة انعكست على النتائج الميدانية والسياسية.
الوثيقة، المؤلفة من ثلاث صفحات، تؤكد أن جيش الدفاع الإسرائيلي لم يحقق معظم أهداف العملية باستثناء بعض المسائل المحددة.
وتشير إلى أن الجيش ارتكب كل الأخطاء الممكنة أثناء تنفيذ الحملة بما يتعارض مع مبادئه الحربية، ما أثر سلبًا على مصداقيته الدولية، أحد أبرز أسباب الفشل كان اعتماد الجيش على منطق الردع بدل الحسم العسكري المباشر، الأمر الذي منح حماس فرصة للتكيف واستغلال الوضع لصالحها، كما أشارت الوثيقة إلى أن حملة التجويع التي شنّتها حماس وُصفت بأنها ناجحة رغم ضعف فعاليتها، ما يعكس خللاً في تقييم الميدان وتحديد الأولويات.
ذكرت أيضًا أن الجيش لم يركز جهوده على مراكز ثقل حماس الاستراتيجية وكان تقدم القوات بطيئًا دون التزام بجدول زمني واضح، حيث أصبحت التكلفة أهم من الهدف ما أدى إلى تآكل خطط الاستراتيجية الأساسية وتراجع فاعلية المناورة. وأوضحت الوثيقة أن حماس تمكنت من الحفاظ على عناصر البقاء والانتصار بما في ذلك الموارد والأمن الداخلي والأسلوب القتالي المناسب، وغياب أي انتصار واضح أو إعادة للرهائن يعكس أن التخطيط الإسرائيلي لم يواكب الواقع الميداني، ما جعل العملية أقل تأثيرًا على الساحة العسكرية والسياسية.
تشير الوثيقة كذلك إلى أن فشل المنطق المنهجي للمناورة وعدم التكيف السريع مع تغيرات الميدان وأسلوب القيادة غير المرن كلها عوامل أضافت إلى ضعف الأداء العام للعملية وأدت إلى نتائج دون المستوى المتوقع.
باختصار، الوثيقة المسربة تكشف أن فشل عملية "مركبات جدعون" لم يكن حادثًا عابرًا بل نتاج تراكم أخطاء استراتيجية وتنفيذية وضعف في التقديرات العسكرية وصعوبة مواجهة خصم مدروس ومرن.