رهائن غزة.. ورقة الضغط الأخيرة

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.29 - 10:49
Facebook Share
طباعة

التحذير الذي أطلقته حماس، اليوم الجمعة، بشأن مصير الرهائن الإسرائيليين يضع هذا الملف في قلب المعركة المقبلة على مدينة غزة.
إعلان الحركة أن الأسرى سيعيشون الظروف نفسها التي يواجهها مقاتلوها لا يبدو مجرد تهديد عابر، وإنما رسالة سياسية وعسكرية في توقيت حساس، حيث تتحضر إسرائيل لاجتياح واسع قد يحدد مسار الحرب.

تاريخياً، استُخدم ملف الأسرى كأداة ضغط من قبل حماس في كل جولة صراع تقريباً تجربة صفقة شاليط عام 2011 ما زالت حاضرة في الذاكرة الإسرائيلية، حين أُجبرت تل أبيب على إطلاق أكثر من ألف أسير مقابل جندي واحد.
هذه السابقة تجعل أي حديث عن مصير الرهائن الحاليين يرتبط مباشرة بقدرة حماس على تعطيل القرار الإسرائيلي وفرض حسابات سياسية داخلية على حكومة نتنياهو، التي تواجه أصلاً انقساماً داخلياً وضغوطاً من عائلات الأسرى.

من زاوية أخرى، خطاب حماس حول الرهائن يهدف لإظهار أن الحركة ما زالت قادرة على المناورة رغم الخسائر الميدانية. وضع الأسرى في مناطق القتال يخلق معادلة معقدة: أي قصف إسرائيلي قد يؤدي لمقتل رهائن، وهو ما قد ينعكس سلباً على صورة الجيش أمام الرأي العام الإسرائيلي، ويمنح الحركة ورقة قوية.

إسرائيل، في المقابل، تحاول التقليل من شأن هذا التهديد عبر تصوير حماس كمنظمة منهكة تدير حرب عصابات بعد أن فقدت سيطرتها العسكرية. إلا أن هذا الخطاب لا يلغي المخاطر الحقيقية المترتبة على أي عملية برية في قلب غزة، حيث يختلط المدنيون بالمقاتلين والأسرى، وتزداد صعوبة العمليات العسكرية دون خسائر بشرية كبيرة.

المعضلة الأساسية أن ملف الرهائن لم يعد قضية إنسانية فحسب، بل أصبح جزءاً من استراتيجية الحرب ذاتها. بالنسبة لحماس، هو وسيلة لتأخير الهجوم أو تقليل حدته عبر الضغط النفسي والسياسي. بالنسبة لإسرائيل، هو تحدٍ مزدوج: كيفية استعادة الأسرى دون تقديم تنازلات كبيرة، وفي الوقت نفسه المضي في معركة تريدها فاصلة ضد الحركة.

يرى مراقبون أن معركة غزة المقبلة أكثر تعقيداً، إذ لا تتحدد نتائجها فقط بما يجري على الأرض، وإنما أيضاً بما ستؤول إليه معركة الضغط النفسي حول مصير الرهائن، التي قد تفرض إيقاعها على السياسة الإسرائيلية أكثر مما تفرضه نتائج الميدان. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 8