غزة خارج الهدنة.. إسرائيل تعلن المدينة “منطقة قتال خطرة”

أماني إبراهيم- وكالة أنباء آسيا

2025.08.29 - 01:47
Facebook Share
طباعة

في تصعيد غير مسبوق، أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة أن مدينة غزة أصبحت “منطقة قتال خطرة” وغير مشمولة بأي هدنة، في خطوة ترفع منسوب الخطر على المدنيين وتفتح الباب أمام مرحلة عسكرية جديدة مكثفة. يأتي هذا الإعلان في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية داخل القطاع، وسط قصف جوي ومدفعي واسع ونزوح داخلي متزايد، في حين تحذر الأمم المتحدة من احتمال انهيار شبه كامل للبنية الأساسية والخدمات الحيوية.

 


إعلان الجيش الإسرائيلي واستراتيجية التصعيد:


أكد الجيش الإسرائيلي أن “الهدنة التكتيكية المحلية والمؤقتة” لم تعد تشمل مدينة غزة، وأنها أصبحت “منطقة قتال خطيرة”، في إشارة مباشرة إلى تصعيد شامل على الأرض. ويقول مراقبون إن هذه الخطوة تمثل تحوّلًا في استراتيجية إسرائيلية قائمة على الضغط العسكري المباشر على حماس والمناطق المدنية التي تُعتبر مراكز عمليات المقاومة.

المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، وصف حماس بأنها “منظمة مهزومة تدير حرب العصابات”، مضيفًا أن العمليات التمهيدية بدأت بالفعل في مشارف المدينة، مع التركيز على استعادة المختطفين وتفكيك البنية العسكرية والسياسية للحركة، ما يعني أن التقدم البري الإسرائيلي سيستمر بلا هوادة.


شمال غزة – محور العمليات البرية الأولى:


تتجه الآليات العسكرية الإسرائيلية نحو حي الصفطاوي شمال القطاع تحت غطاء ناري كثيف من المدفعية والطائرات. ويعد هذا الحي آخر المناطق السكنية التي يسيطر عليها الجيش شمالًا، واستهدافه يعكس استراتيجية السيطرة التدريجية على المداخل الشمالية للمدينة قبل التوغل إلى الداخل.

 

يشير المحللون العسكريون إلى أن العمليات الإسرائيلية في شمال غزة، وبخاصة في حي الصفطاوي، ليست مجرد تحركات عسكرية عشوائية، بل تأتي ضمن استراتيجية دقيقة تهدف إلى تحقيق عدة أهداف مترابطة على الصعيدين العسكري والنفسي. أولًا، تسعى القوات الإسرائيلية إلى قطع خطوط إمداد المقاومة، بما يشمل طرق التسلل ونقاط التخزين والاتصالات بين الأحياء، وهو ما يقلل من قدرة حماس على المناورة وتنسيق هجماتها داخل المدينة. ثانيًا، تهدف هذه العمليات إلى إنشاء مناطق آمنة مؤقتة لتقدم القوات البرية، أي فتح ممرات وخطوط أمام القوات الإسرائيلية يمكن من خلالها التوغل تدريجيًا نحو قلب المدينة، مع تأمين مواقع استراتيجية تتيح السيطرة على مداخل ومخارج الحي. وأخيرًا، يشير المحللون إلى أن هناك بعدًا نفسيًا واضحًا، يتمثل في الضغط المباشر على المدنيين لإضعاف معنويات المقاومة، عبر تهديد البنية السكنية والمرافق الحيوية، ما يخلق حالة من الرعب والخوف قد تؤثر على قدرة المقاومة على الصمود وتنظيم نفسها داخل المدينة، في محاولة لإجبارها على الانكفاء أو التراجع عن مواقعها الأساسية.


وسط القطاع وجنوبه – قصف شامل وأضرار مدنية هائلة:

واصل الجيش الإسرائيلي قصف الأحياء الوسطى والجنوبية، مع تدمير عشرات المنازل والمباني السكنية، في إطار سياسة شديدة تهدف إلى تفكيك القدرات اللوجستية لحماس. وتشير تقارير ميدانية إلى أن المدنيين يتعرضون لموجات نزوح متزايدة، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب.

التحليل الاستراتيجي يشير إلى أن هذا القصف المكثف ليس مجرد عمليات عسكرية عشوائية، بل جزء من خطة لإضعاف المقاومة قبل أي هجوم بري موسع، مع محاولة تأمين مواقع للجيش بعيدًا عن كثافة السكان قدر الإمكان.


الأبعاد الإنسانية والسياسية:

تصاعد العنف يفاقم الأزمة الإنسانية، حيث تواجه المستشفيات نقصًا شديدًا في الأدوية والمستلزمات الطبية، وتعجز عن استيعاب الأعداد المتزايدة من الجرحى. وتتزايد المخاوف الدولية من أن استمرار هذا التصعيد قد يؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.

من الناحية السياسية، تعكس الخطوة الإسرائيلية سعيًا للضغط على حماس لتقويض قيادتها العسكرية والسياسية، وإرسال رسالة واضحة بأن أي مقاومة ستقابل بتصعيد غير محدود، رغم الانتقادات الدولية والتحذيرات الأممية المتكررة.

 


إعلان الجيش الإسرائيلي مدينة غزة “منطقة قتال خطرة” يمثل نقطة تحول جديدة في الصراع الممتد منذ سنوات بين إسرائيل وحماس. مع استمرار الغارات الجوية والعمليات البرية، يواجه سكان القطاع مرحلة حرجة جدًا، قد تؤدي إلى انهيار شبه كامل للبنية التحتية والخدمات الأساسية، فيما تظل المخاطر الإنسانية والسياسية مترابطة بشكل وثيق مع مسار العمليات العسكرية.

 

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 2