تشير استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجرتها معاريف والقناة 12 إلى أن حزب أزرق أبيض بزعامة بيني غانتس يواجه أزمة وجودية قد تخرجه من الكنيست بعد فشله في اجتياز نسبة الحسم. هذا التراجع يُقرأ على أنه انعكاس مباشر لفشل خطاب غانتس في إقناع الشارع، خصوصًا بعد دعوته لتشكيل حكومة طوارئ لتحرير الرهائن، وهي مبادرة لم تلقَ صدى لا في المعارضة ولا داخل معسكر نتنياهو.
في المقابل، يستفيد الليكود بزعامة نتنياهو من هذا الارتباك ليُضيف مقاعد جديدة إلى رصيده، مستفيدًا من صورة "القيادة المستمرة" رغم الانتقادات الداخلية والخارجية. كما سجل حزب إسرائيل بيتنا بقيادة أفيغدور ليبرمان قفزة ملحوظة، بفضل خطابه المتشدد ضد غانتس وحزبه، ما يفتح الباب أمامه ليكون بيضة القبان في أي تحالفات مستقبلية.
على الضفة الأخرى، يظل الحزب الصهيوني الديني على حافة السقوط، وهو ما يعكس ضعف الجاذبية السياسية للأحزاب الدينية اليمينية خارج معسكرها التقليدي. أما الأحزاب الوسطية الجديدة مثل حزب غادي آيزنكوت ونفتالي بينيت، فقد خسرت أيضًا مقاعد، مما يشير إلى أن الشارع الإسرائيلي يميل أكثر نحو الاستقطاب الحاد بين يمين نتنياهو والأحزاب المعارضة الأكثر وضوحًا في مواقفها.
إضافة إلى ذلك، فتح الاستطلاع الباب أمام سيناريوهات بديلة، أبرزها دخول يوسي كوهين، رئيس الموساد السابق، إلى الحياة السياسية. حيث من المتوقع أن يمنحه حضوره المباشر في الساحة ما لا يقل عن خمسة مقاعد، مع إضعاف أحزاب قائمة ودفع البعض إلى خارج الكنيست. هذا السيناريو يضعه في خانة "الورقة الرابحة" التي قد تعيد رسم التحالفات إذا قرر خوض المعركة الانتخابية.
من ناحية المزاج الشعبي، أظهرت الاستطلاعات أن نحو نصف الإسرائيليين (49%) يعتبرون أن الحكومة الحالية غير مبالية بمصير الرهائن، فيما يرى 45% أن الاحتجاجات تعيق تحريرهم. هذه الأرقام تعكس أزمة ثقة متفاقمة بين الجمهور والحكومة، قد تتطور إلى عنصر ضغط سياسي أقوى مع اقتراب موعد الانتخابات.