شهد الجنوب اللبناني حادثًا خطيرًا، بعد سقوط طائرة مسيّرة إسرائيلية قرب الناقورة وانفجارها أثناء تفتيشها من قبل الجيش اللبناني، ما أدى إلى مقتل ضابط وجندي وإصابة عنصرين آخرين. الحادث يعيد إلى الواجهة هشاشة التوازن القائم على الحدود الجنوبية، رغم مرور أشهر على اتفاق الهدنة.
أعلن الجيش اللبناني أن الطائرة الإسرائيلية سقطت في منطقة الناقورة الساحلية، وأثناء تعامل وحدة عسكرية مع حطامها، وقع انفجار مفاجئ أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. وأكدت قيادة الجيش أن التحقيقات جارية في ظروف الانفجار، محمّلة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن انتهاك السيادة اللبنانية وتعريض قواتها للخطر.
الرئيس ميشال عون وصف الحادث بأنه "ثمن جديد يدفعه الجيش في سبيل حفظ الاستقرار في الجنوب"، مؤكدًا أن المؤسسة العسكرية هي خط الدفاع الأول عن سيادة لبنان. بدوره، قدّم رئيس الحكومة نواف سلام التعازي للقيادة العسكرية، مشددًا على أن "الجيش هو صمام الأمان للوطن، ودعامة الوحدة الوطنية".
الجيش الإسرائيلي اعترف بسقوط المسيّرة نتيجة "خلل فني"، وأعرب عن أسفه لمقتل جنود لبنانيين، لكنه شدّد على أن الهدف من المهمة كان استهداف بنى تحتية تابعة لحزب الله، وليس قوات الجيش اللبناني. كما أعلن فتح تحقيق في ملابسات الحادث، في محاولة لامتصاص التداعيات السياسية والدبلوماسية.
الحادث جاء في وقت حساس، إذ مدّد مجلس الأمن مؤخرًا ولاية قوات "اليونيفيل" حتى نهاية 2026، مع خطط لانسحاب تدريجي بحلول 2027، ما يزيد من الضغوط على الجيش اللبناني لتحمّل عبء السيطرة على الشريط الحدودي منفردًا. في المقابل، تواصل إسرائيل تنفيذ عمليات جوية في العمق اللبناني بذريعة استهداف مواقع لحزب الله، وهو ما يفاقم التوترات ويضعف ثقة اللبنانيين بجدوى اتفاق الهدنة الموقع في نوفمبر الماضي.
يطرح انفجار المسيّرة الإسرائيلية سؤالًا حول مستقبل الاستقرار الهش في الجنوب: هل يستطيع الجيش اللبناني مواصلة أداء دوره وسط خروقات إسرائيلية متكررة وتقلّص دعم القوات الدولية، أم أن المنطقة تتجه إلى جولة جديدة من التصعيد العسكري بين إسرائيل وحزب الله قد تطيح بما تبقى من التوازن الحدودي؟