أزمة غزة الإنسانية تتفاقم وتعهدات إسرائيلية تبقى موضع شك

وكالة أنباء آسيا

2025.08.29 - 08:58
Facebook Share
طباعة

في خطوة تعكس ضغطًا دوليًا متزايدًا على إسرائيل، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال لقائه مديرة برنامج الغذاء العالمي، سيندي مك-كاين، أن حكومته ستضاعف جهودها لضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. ويأتي هذا التعهد في لحظة حرجة، مع تصاعد التحذيرات الأممية من دخول مناطق واسعة في القطاع مرحلة المجاعة الفعلية، ووسط انتقادات بأن المساعدات الحالية تظل بعيدة عن تلبية الاحتياجات العاجلة للسكان المدنيين.

 

خلال الاجتماع الذي عُقد في القدس، أكد نتنياهو لمك-كاين أن إسرائيل ملتزمة بتسريع إيصال المساعدات وتوسيع نطاقها، مشددًا على أن "المساعدات موجهة للمدنيين فقط". وقد تناول الجانبان قضية وصول المساعدات إلى الفئات الأكثر ضعفًا، مع إشارة إلى نية تحسين آليات التوزيع داخل القطاع عبر مراكز إضافية تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية"، التي بدأت بالفعل بتشغيل مواقع جديدة جنوب القطاع.

فجوة بين التعهدات والواقع

رغم هذا التعهد الإسرائيلي، تشير تقارير أممية إلى فجوة واضحة بين الوعود والواقع الميداني. فعدد الشاحنات التي تدخل غزة يوميًا لا يتجاوز 100، مقارنة بـ600 شاحنة خلال فترة وقف إطلاق النار في مارس الماضي. كما يؤكد خبراء الأمن الغذائي أن الكمية المتاحة حاليًا لا تكفي لمنع تفاقم سوء التغذية أو وقف المجاعة المعلنة شمال غزة.

 

من جهتها، شددت مك-كاين على أن النساء والأطفال يدفعون الثمن الأكبر للأزمة الإنسانية، محذّرة من أن المساعدات "ضرورية ولكنها غير كافية". وقد أعلنت هيئات أممية متخصصة أن أكثر من نصف مليون شخص في شمال غزة يعيشون في ظروف المجاعة، مع توقعات بامتداد الأزمة جنوبًا لتشمل مئات الآلاف الآخرين بحلول سبتمبر. وتشير بيانات حديثة إلى وفاة ما يقارب مئة طفل منذ أكتوبر الماضي جراء الجوع أو أمراض مرتبطة بسوء التغذية.

 

الجدل حول المساعدات الإنسانية إلى غزة ليس جديدًا، إذ تتهم إسرائيل حركة حماس بالاستيلاء على بعض الشحنات وتحويلها لأغراضها العسكرية، وهو ما تنفيه الأمم المتحدة. في المقابل، ترى منظمات الإغاثة أن القيود الإسرائيلية على المعابر والإجراءات الأمنية المعقدة هي السبب الرئيس في بطء وصول المساعدات إلى مستحقيها. وفي ظل استمرار الحرب التي دخلت شهرها الحادي عشر، تبدو أزمة الغذاء واحدة من أخطر تداعياتها المباشرة، بما يجعل أي وعود إسرائيلية جديدة عرضة للتشكيك ما لم تقترن بآليات تنفيذ سريعة وشفافة.

 

بين التصريحات الإسرائيلية والواقع الميداني يقف المدنيون في غزة، يواجهون مجاعة متفاقمة وظروفًا إنسانية قاسية. ويبقى السؤال الأهم: هل تتحول تعهدات نتنياهو إلى خطوات ملموسة تُنقذ مئات الآلاف من خطر الجوع، أم تبقى وعودًا سياسية في مواجهة ضغوط دولية متصاعدة؟


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 2