"أمريكا الشيطان الأكبر": احتجاجات تمنع جولة المبعوث الأمريكي في جنوب لبنان

بيروت- وكالة أنباء آسيا

2025.08.27 - 01:34
Facebook Share
طباعة

في تطور لافت، ألغى المبعوث الأمريكي توم براك زيارته المقررة إلى مدينتي صور والخيام جنوب لبنان، بعد أن شهدت المنطقة احتجاجات شعبية واسعة رفضًا للتدخلات الأمريكية في الشؤون اللبنانية، مؤكدين على موقفهم الرافض لما وصفوه بالسياسات المنحازة للولايات المتحدة.

 

كان براك قد وصل إلى ثكنة عسكرية للجيش اللبناني في مرجعيون كجزء من جولة شملت عدة قرى في المنطقة الجنوبية، في محاولة لتعزيز التواصل مع الفاعلين المحليين واستعراض الدعم الأمريكي لبعض المبادرات الأمنية. إلا أن الجولة لم تخلُ من التوتر، حيث واجه المبعوث الأمريكي رفضًا شعبيًا واضحًا فور وصوله إلى جنوب لبنان، ما دفعه لإلغاء زيارة بلدتي صور والخيام بالكامل.

رفض مباشر للتدخل الأمريكي

تجمع عدد من المواطنين في مدينة الخيام، حاملين شعارات معبرة عن رفضهم للسياسات الأمريكية، من أبرزها "أمريكا الشيطان الأكبر"، إضافة إلى رفع رايات حزب الله وحركة أمل. وقد عبر المحتجون عن استنكارهم لما اعتبروه سياسات منحازة للولايات المتحدة، موجهين رسالة واضحة بأن أي تدخل خارجي في الشؤون اللبنانية سيواجه برفض شعبي واسع.

كما قام الأهالي برفع صور لضحايا الهجمات الإسرائيلية، وسط شعارات على الطرقات كتب عليها "إسرائيل شر مطلق"، في دلالة على الربط بين الاحتجاجات ضد الوجود الأمريكي وبين رفض التدخلات الإسرائيلية والتاريخ الطويل للصراع في المنطقة.

 

إلغاء زيارة براك للمدن الجنوبية يعكس حجم الضغط الشعبي والرفض القوي لأي تواجد أمريكي في الجنوب اللبناني، وهي رسالة سياسية مباشرة تشير إلى قدرة القوى المحلية على التعبير عن رفضها علنًا، وكذلك على تحدي المواقف الرسمية التي قد تحاول تليين هذا الرفض.

هذا الموقف الشعبي يأتي في سياق عام من التوترات الإقليمية، حيث تشهد المنطقة الجنوبية من لبنان تصاعدًا في الحساسيات السياسية والعسكرية بين مختلف القوى، وسط استمرار التوتر مع إسرائيل وحضور فصائل محلية متأثرة بالسياسات الإقليمية والدولية.

 

زيارة المبعوث الأمريكي توم براك كانت محاولة للتأكيد على الدور الأمريكي في لبنان، لا سيما في ظل الضغوط على الحكومة اللبنانية للتعاون مع واشنطن في ملفات متعددة تشمل الدعم الأمني والسياسي. ومع ذلك، أظهرت الاحتجاجات الشعبية أن أي خطوات أمريكية في جنوب لبنان تواجه مقاومة حقيقية من المواطنين الذين يعتبرون الوجود الأمريكي تهديدًا لاستقلالية قرارهم الوطني، وتأكيدًا على أن النفوذ الأمريكي لا يلقى قبولًا شعبيًا إلا في نطاق محدود.

 

إلغاء زيارة براك يُعد مؤشرًا على حجم التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة في لبنان، ويعكس رفضًا شعبيًا مستمرًا للتدخلات الخارجية، لا سيما في الجنوب اللبناني الذي يظل منطقة حساسة سياسيًا وعسكريًا. الاحتجاجات لم تكن مجرد رد فعل لحظي، بل تعبيرًا عن موقف متجذر ضد أي سياسات يُنظر إليها على أنها منحازة، ومؤشرًا على أن القوى المحلية تمتلك القدرة على إلغاء الزيارات الدولية غير المرغوبة، في رسالة قوية للولايات المتحدة بأن نفوذها في لبنان محدود أمام إرادة المواطنين.


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 4