لقاء القادة على ضفاف البحر: شراكة مصرية-إماراتية تتخطى البروتوكول

القاهرة- وكالة أنباء آسيا

2025.08.27 - 12:10
Facebook Share
طباعة

اختتمت زيارة رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لمصر، والتي استمرت يومين، بمطار العلمين الدولي، حيث ودعه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مراسم رسمية عكست عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، وأهمية التنسيق الاستراتيجي لمواجهة التحديات الإقليمية.


تميزت الزيارة بلقاء رئيسي على شاطئ البحر بمدينة العلمين الجديدة، حيث تناولا الإفطار معًا في مشهد رمزي يجمع بين البعد الإنساني والدبلوماسي. ويعكس هذا اللقاء رغبة القيادة في تقديم صورة إيجابية للعلاقة بين مصر والإمارات، وإرسال رسالة للجمهورين العربي والدولي عن قوة الشراكة ومتانتها.

تقدير متبادل وتعزيز العلاقات التاريخية
أكد الرئيس السيسي على عمق العلاقات التاريخية بين مصر والإمارات، مشيدًا بالدور الرائد للمؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في ترسيخ روابط الأخوة بين الشعبين. ولفت إلى أن هذه الزيارة تأتي استكمالًا لمسيرة تعاون طويلة، جعلت من العلاقة بين البلدين نموذجًا يُحتذى به في المنطقة.

من جانبه، أعرب الشيخ محمد بن زايد عن تقديره الكبير للرئيس السيسي وللشعب المصري على حفاوة الاستقبال، مشيرًا إلى تطور العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية، إضافة إلى التنسيق السياسي والأمني. هذه التصريحات تؤكد رؤية مشتركة للتحديات الإقليمية وتعكس وحدة المصير بين القاهرة وأبوظبي.

الأبعاد السياسية والاستراتيجية للزيارة
تأتي الزيارة في وقت حساس تشهده المنطقة، مع تطورات في ليبيا وسوريا واليمن، إضافة إلى التوترات في مناطق أخرى مثل البحر الأحمر والخليج العربي. وتعكس تحركات القيادة في القاهرة وأبوظبي رغبة في تعزيز التحالف الاستراتيجي، وضمان التنسيق المشترك للتعامل مع أي أزمات محتملة، سواء على المستوى السياسي أو الأمني.

ويشير المراقبون إلى أن هذه الزيارة ترسل رسالة مزدوجة: أولًا، تثبيت التحالف المصري الإماراتي كخط مواجهة للتحديات الإقليمية، وثانيًا، إبراز قدرة الدولتين على تقديم نموذج عربي متماسك أمام القوى الإقليمية والدولية.

البعد الاقتصادي والتنمية المشتركة
ركزت الزيارة على تعزيز التعاون الاقتصادي، خصوصًا المشاريع المشتركة في مدينة العلمين الجديدة، والتي تُعد نموذجًا للاستثمار التنموي المشترك. ويعكس الاهتمام بهذه المشاريع التزام الطرفين بدعم التنمية المستدامة، وخلق فرص عمل للشباب، وتعزيز الاستقرار الاقتصادي في مصر، ما يعكس دور الإمارات كشريك استراتيجي اقتصادي.

كما بحث الطرفان فرص توسعة الاستثمار في قطاعات البنية التحتية والطاقة والسياحة، بما يسهم في رفع مستوى التكامل الاقتصادي بين البلدين، ويمنح الرسالة للعالم بأن العلاقة بين القاهرة وأبوظبي تتجاوز التعاون السياسي إلى شراكة اقتصادية قوية.

الرسائل الرمزية للشعبين والعالم
تحمل الزيارة دلالات رمزية مهمة، أبرزها لقاء الإفطار على شاطئ البحر، الذي يعكس الرغبة في تقديم صورة إيجابية عن التعاون الأخوي، وتعزيز الثقة بين الجمهورين المصري والإماراتي. كما ترمز هذه الزيارة إلى وحدة الرؤية تجاه القضايا المصيرية للمنطقة، وإلى رغبة الطرفين في تقديم نموذج للعلاقات العربية-العربية المستقرة والقادرة على مواجهة التحديات.


زيارة الشيخ محمد بن زايد لمصر تؤكد أن التحالف بين القاهرة وأبوظبي ليس مجرد تعاون مؤقت، بل شراكة استراتيجية متينة على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية. وفي ظل تصاعد التحديات الإقليمية، تعكس هذه الزيارة قدرة البلدين على مواجهة الأزمات معًا، وتؤكد التزامهما برؤية مشتركة تجاه الأمن والاستقرار في المنطقة العربية. كما تشكل الزيارة رسالة واضحة للمجتمع الدولي حول متانة التحالف العربي-العربي وقدرته على الصمود أمام التحولات الإقليمية المعقدة.

 


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 8