لقاء عبدي مع الأمريكيين في عمّان… اتفاق مؤجل أم صفقة خفية؟

سامر الخطيب

2025.08.27 - 11:05
Facebook Share
طباعة

 شهدت العاصمة الأردنية عمّان لقاءً سياسياً بارزاً جمع مسؤولين أميركيين بالقائد العام لـ"قوات سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي، في خطوة اعتُبرت إشارة واضحة إلى أن اتفاق 10 آذار لم يُطوَ بعد، بل ما زال مطروحاً على الطاولة ولو بآليات تنفيذ متعثرة.


الاجتماع حضرته السيناتور الأميركية جين شاهين وعضو الكونغرس جو ويلسون، إلى جانب المبعوث الأميركي إلى تركيا، وبمشاركة إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لهيئة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية. وتركّز النقاش على سبل المضي قدماً في تنفيذ بنود الاتفاق الذي أثار جدلاً واسعاً بين دمشق والإدارة الذاتية منذ توقيعه.


دعم أميركي متجدد
بحسب ما تسرّب من أجواء الاجتماع، أكدت شاهين التزام واشنطن بشراكتها مع "قسد"، واعتبرت أن التعاون الأمني والعسكري معها يبقى ركناً أساسياً في الاستراتيجية الأميركية لمكافحة الإرهاب وضمان الاستقرار في شمال وشرق سوريا. كما أعادت التذكير بأن واشنطن "مستمرة في دعم سوريا الجديدة"، في إشارة إلى الرؤية الأميركية للحل السياسي الذي يفترض إشراك مكونات متعددة في صياغة مستقبل البلاد.


شاهين كانت قد زارت دمشق في وقت سابق والتقت بالرئيس السوري أحمد الشرع، حيث ناقشت معه أولويات الولايات المتحدة في الملف السوري. لكن حضورها في عمّان ولقاءها بعبدي أوحى بأن واشنطن توازن بين قنواتها الرسمية مع دمشق وعلاقاتها مع "قسد" التي تراها شريكاً لا يمكن تجاوزه.


العقدة الجوهرية: دمج المؤسسات
جوهر الخلاف بين دمشق والإدارة الذاتية لا يزال متمحوراً حول تفسير بنود اتفاق 10 آذار. ففي حين ترى الحكومة السورية أن الاتفاق يعني حلّ مؤسسات الإدارة الذاتية – المدنية والأمنية والعسكرية – ودمجها في مؤسسات الدولة المركزية، تصرّ قيادة الإدارة على مقاربة مغايرة، تعتبر أن الدمج لا يعني الحل بل الربط، بحيث تحتفظ المؤسسات بخصوصيتها المحلية وتعمل تحت مظلة وطنية أوسع.


سنحريب برصوم، عضو وفد التفاوض ورئيس حزب الاتحاد السرياني، أوضح في تصريحات سابقة أن الإدارة الذاتية ترى مستقبلها في إطار "اللامركزية"، حيث تتمتع المناطق بمؤسسات منتخبة تمثل جميع مكوناتها وتعكس إرادة سكانها. هذا الطرح يصطدم مباشرة مع إصرار دمشق على مركزية القرار، ما يجعل الاتفاق في حالة تجميد دائم.


المشهد يوحي بأن اتفاق 10 آذار لم يُدفن بعد، لكنه أيضاً لم يولد كاملاً. واشنطن تحاول إبقاءه حيّاً ليكون قاعدة لأي تسوية مستقبلية، فيما دمشق تتمسك بمركزية الدولة وترفض الاعتراف باللامركزية التي تراها تهديداً لوحدة البلاد.


"قسد" باتت لاعباً تفاوضياً لا يمكن تجاوزه، سواء في النقاشات الداخلية أو عبر لقاءات إقليمية كهذه. وإذا استمر غياب التوافق مع دمشق، فقد تتحول هذه الاجتماعات إلى منصة لطرح سيناريوهات بديلة، منها دمج جزئي أو تدريجي للقوات والمؤسسات، أو حتى بقاء الأمر في حالة "تعايش قلق" بين المركز والأطراف.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 5