صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن بعض الحلفاء في أوروبا يطلقون عليه لقب "رئيس أوروبا"، معبرًا عن اعتزازه بهذا اللقب الذي يرى فيه دلالة على الاحترام الكبير لموقفه وتأثيره في الشؤون الأوروبية والدفاعية.
وأوضح ترامب خلال حديثه للصحفيين يوم الاثنين أن هذا اللقب يُستخدم "على سبيل المزاح"، لكنه اعتبره "شرفًا كبيرًا"، مؤكدًا أن العلاقة بين الولايات المتحدة وحلفاء الناتو شهدت تطورات إيجابية، خاصة بعد الاتفاق على زيادة النفقات الدفاعية.
وأشار ترامب إلى أن القادة الأوروبيين، خلال اجتماعهم الأخير يوم الجمعة ومع قمة الناتو، وافقوا على رفع مساهماتهم من 2% إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، مع الالتزام الكامل بالدفع، ما اعتبره إنجازًا مهمًا ونتيجة مباشرة للسياسات الأمريكية وضغوطه السابقة.
وأضاف أن هذا التحرك يُظهر التقدير الذي يكنّه الحلفاء لموقف الولايات المتحدة وقيادتها في المجال الدفاعي، مؤكداً أن تريليونات الدولارات تم دفعها لتعزيز القدرات المشتركة بين الحلفاء.
يُذكر أن دول الناتو أعلنت عن هذا الالتزام خلال قمة الحلف في لاهاي في يونيو الماضي، والتي كانت أول قمة بعد إعادة انتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة. وقد جاءت هذه الخطوة بعد انتقادات متكررة من ترامب للدول الأوروبية التي اعتبر أنها لم تكن توفر ميزانيات كافية لقطاع الدفاع، معتمدين بشكل مفرط على القدرات الأمريكية، ما شكل عبئًا على واشنطن.
من منظور ترامب، لقب "رئيس أوروبا" يعكس ليس فقط النفوذ الأمريكي في السياسات الأوروبية، بل أيضًا النجاح في فرض معايير جديدة للنفقات الدفاعية وتوزيع المسؤوليات بين الحلفاء، ويُظهر هذا التصريح استمرار رؤيته للولايات المتحدة كقوة مركزية في الحلف، قادرة على التأثير على قرارات الحلفاء بشكل مباشر، بما يضمن تعزيز القدرة العسكرية المشتركة وتحقيق التوازن داخل الناتو.
كما أن تصريحات ترامب تكشف أيضاً عن استراتيجيته في توجيه رسائل قوية داخليًا وخارجيًا، تؤكد دوره في حماية مصالح الولايات المتحدة، مع إبراز إنجازاته أمام الجمهور الأمريكي والحلفاء الأوروبيين. ويبرز هذا الموقف أيضًا النقاش المستمر حول توزيع الأعباء الدفاعية، وهو محور أساسي في العلاقات بين واشنطن وأوروبا منذ سنوات، مع تأثير مباشر على سياسات الأمن الأوروبي والأمريكي على حد سواء.