الحصار الصامت على تل أبيب: هل تزداد العزلة الدولية؟

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.25 - 06:31
Facebook Share
طباعة

تشهد إسرائيل عزلة دولية متزايدة نتيجة الحرب المستمرة في غزة والأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك، حيث لم تعد العزلة مقتصرة على التصريحات السياسية، إنما ظهرت بشكل ملموس في المقاطعة الاقتصادية والأكاديمية وفقًا لتقرير نشرته صحيفة كالكااليست، تشمل هذه المقاطعة الصامتة تأجيل العقود والزيارات، تعطيل المراسلات، رفض خطوط الائتمان، والاستبعاد من مشاريع البحث العلمي، وهو تأثير أكبر من أي حصار رسمي يمكن مواجهته بسهولة.

التجارة والأعمال:

واجهت الشركات الإسرائيلية صعوبات ملموسة نتيجة المقاطعة الصامتة، بدءًا من تأجيل العقود والزيارات إلى تجاهل المراسلات ورفض خطوط الائتمان، تسبب هذا الواقع في ارتفاع الأسعار وصعوبة توفير منافسة في السوق المحلي الإسرائيلي من الأمثلة البارزة رفض مختبر "توماس بيل" البريطاني الاعتراف بشهادات المعايير الإسرائيلية بعد رسالة داخلية ذات طابع سياسي، ولم يتم تجديد الاتفاق إلا بعد تدخل مباشر وعقد اجتماع وجهاً لوجه. أبلغ موردون سويديون ومصريون الشركات الإسرائيلية أن مجالس إداراتهم ترفض التعامل مع إسرائيل حاليًا ومستقبليًا، في تركيا، فرضت السلطات قيودًا بحرية على الشحن، ما منع السفن القادمة من إسرائيل من الرسو وحظر مرور البضائع إلى الأردن والسلطة الفلسطينية، مما يعكس انتشار الحصار الصامت وتأثيره على التجارة الإقليمية.

التكنولوجيا وعلوم الحياة:

امتدت آثار المقاطعة إلى قطاعات التكنولوجيا وعلوم الحياة، حيث أصبحت الشركات متعددة الجنسيات أكثر تحفظاً في التعامل مع إسرائيل، وقررت بعض شركات الذكاء الاصطناعي عدم إنفاق الأموال المجمعة رسميًا داخل البلاد خوفًا من العزلة الدولية، وشملت إجراءات الحصار إلغاء الاتفاقيات، سحب الاستثمارات، وتفضيل البدائل غير الإسرائيلية.
أصبح الارتباط بإسرائيل يحمل طابعًا سياسيًا يؤثر على قدرة الشركات على جذب التمويل والمستثمرين، وهو خطر يتجاوز التحديات التجارية أو التكنولوجية المعتادة وصف المسؤولون التنفيذيون هذا الواقع بأنه أكبر تهديد على الابتكار في مجالات العلوم والتكنولوجيا المتقدمة منذ تأسيس هذه الشركات، إذ أصبح مجرد الارتباط بإسرائيل وصمة سياسية تثقل كاهل الشركات ورواد الأعمال.

الإعلام والدبلوماسية:

تلعب التصريحات السياسية دورًا مباشرًا في زيادة العزلة الدولية لإسرائيل، حيث ساهمت تصريحات وزراء إسرائيليين حول منع المساعدات الإنسانية لغزة في تدهور الصورة العالمية للبلاد، أصبح العملاء الدوليون أكثر تحفظًا في التعامل مع الشركات الإسرائيلية نتيجة ما ينشر في وسائل الإعلام من صور الحرب والأزمة الإنسانية، مما يضعف القدرة على الحفاظ على العلاقات التجارية ويؤثر على القرارات الاستثمارية. وفقًا لتقرير الصحيفة، تؤدي هذه العوامل إلى اتخاذ شركات القرار بشكل مستقل بناءً على الانطباع الإعلامي والسياسي، وليس على أساس مصلحة تجارية فقط، وهو ما يضاعف تأثير المقاطعة الصامتة على العلاقات الدولية.

الأوساط الأكاديمية:

تمثل المقاطعة تهديدًا للمؤسسات البحثية الإسرائيلية، حيث تم تعليق مشاركتها جزئيًا في برامج المنح الدولية، مثل برنامج "هورايزون" الأوروبي، مع تأثير مباشر على شرعية المقاطعة الدولية. أدى ذلك إلى انخفاض عدد المنشورات البحثية الإسرائيلي عالميًا بنسبة 21% خلال عامين، من 142 لكل ألف عام 2022 إلى 111 لكل ألف عام 2024، وهو أدنى مستوى منذ عام 2017. انخفضت نسبة نجاح الباحثين الإسرائيليين في الحصول على المنح من 27% في 2024 إلى 9% في 2025. أعلنت جامعات أوروبية مثل جامعة غنت البلجيكية وجامعة فالنسيا الإسبانية مقاطعة مشاريع بحثية مشتركة بسبب مشاركة إسرائيلية، مما أدى إلى إلغاء بعض المشاريع بالكامل.

تبين هذه التطورات أن الحصار الصامت وصل إلى المجال الأكاديمي وبدأ يضعف حضور إسرائيل العلمي على الساحة الدولية.

الآثار العامة للحصار:

يعكس الحصار الصامت آثارًا واسعة في جميع المجالات، من الصناعة والتجارة إلى التكنولوجيا وعلوم الحياة والأوساط الأكاديمية، يحمل هذا الحصار طابعًا سياسيًا يعكس العزلة المتزايدة للبلاد بسبب سياساتها في غزة والأزمة الإنسانية المرتبطة بها.
استمرار الحرب يعقد قدرة إسرائيل على معالجة العلاقات وإعادة بناء الثقة مع الشركاء الدوليين، ما يترك آثارًا طويلة المدى على الاقتصاد والابتكار والصورة الدولية للدولة. تشير التقارير إلى أن الحصار الصامت قد يكون أخطر من أي قيود رسمية، إذ يشمل العقود والزيارات والتعاون الأكاديمي، ويؤثر على المصداقية الدولية وسمعة إسرائيل في مختلف القطاعات. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 4