تستعد بيروت لاستقبال الموفد الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، توم براك، في زيارة تحمل أبعادًا دبلوماسية، أمنية، وسياسية واسعة، وسط توتر مستمر على الحدود الجنوبية. يصل براك برفقة المتحدثة السابقة باسم الخارجية الأمريكية مورغان أورتاغوس، على أن ينضم إليهما لاحقًا السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، ما يضيف للزيارة أبعادًا اقتصادية – مالية مرتبطة بالمساعدات الدولية للبنان.
تركز الزيارة على نقل موقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، القاضي بضرورة منح الحكومة اللبنانية فرصة لبدء مسار نزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام، مقابل ضبط إسرائيل عملياتها العسكرية داخل لبنان، ضمن خطوات ميدانية متوازية، بما يتيح مجالًا للجهود الأمريكية السياسية على الأرض.
برنامج براك يشمل جولة ميدانية في جنوب الليطاني، لمتابعة الإجراءات العسكرية التي ينفذها الجيش اللبناني وفق اتفاق وقف إطلاق النار. وتهدف هذه الجولة لإرسال رسالة واضحة: مراقبة الوضع الميداني جزء أساسي من تقييم صدقية الحكومة وجديتها في تطبيق الالتزامات.
تضيف مشاركة أورتاغوس وجراهام أبعادًا مهمة للزيارة؛ فالأولى تمثل الحضور الأمريكي المباشر في النقاشات الأممية، والثاني يحمل ورقة ضغط اقتصادية، تربط أي دعم مالي أو مساعدات دولية للبنان بتنفيذ خطوات ملموسة في ملف ضبط السلاح.
وفق أوساط سياسية، تلخص أهداف زيارة براك بثلاثة مستويات:
أمني – ميداني: تثبيت وقف إطلاق النار ومنع التصعيد على الحدود.
سياسي – استراتيجي: موازنة الخطوات اللبنانية مع الالتزامات الإسرائيلية تمهيدًا لمسار تفاهمات إقليمي.
اقتصادي – مالي: ربط المساعدات الدولية بالخطوات العملية للبنان في ملف حزب الله.
تفتح الزيارة الباب أمام ثلاثة سيناريوهات محتملة:
نجاح الوساطة الأميركية: إسرائيل تقلل العمليات العسكرية، والحكومة اللبنانية تنفذ خطوات ملموسة لضبط السلاح، ما يمهد لاتفاق طويل الأمد ودعم اقتصادي دولي.
تعثر الوساطة: وعود إسرائيلية بلا تنفيذ، أو عجز الدولة اللبنانية عن فرض سلطتها، ما يقلل زخم المبادرة الأميركية.
التصعيد: انهيار التفاهمات وعودة التوتر الميداني، بما قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة بين لبنان وإسرائيل ويعيد الأمور إلى مربع العنف.
في هذا السياق، تبقى بيروت على مفترق طرق، والنتائج النهائية للزيارة مرتبطة بتطبيق الأطراف المعنية خطوات ملموسة على الأرض، وسط ترقب دولي وإقليمي دقيق.