سوريا تكشف ملامح العملة الجديدة قريبًا

2025.08.24 - 01:30
Facebook Share
طباعة

 تستعد سوريا لمرحلة جديدة في تاريخها الاقتصادي، مع بدء الحديث عن تصميم جديد للعملة الوطنية، في خطوة قد تحمل دلالات اقتصادية وسياسية مهمة. يأتي ذلك في ظل التضخم المفرط وتدهور قيمة الليرة السورية على مدى سنوات طويلة، مما يرفع سقف التوقعات حول تأثير هذه الخطوة على الاستقرار المالي.

 

ابتعاد عن الصور السياسية التقليدية
أعلن مسؤول في مجلس إدارة الهوية البصرية السورية أن العملة الجديدة ستكون "جامعة سورية بامتياز"، من دون أن تحمل صورًا للرئيس بشار الأسد أو والده حافظ الأسد. هذه الخطوة تمثل تحولًا جذريًا عن النمط التقليدي الذي ميز الليرة السورية لعقود، إذ كانت الرموز السياسية جزءًا أساسيًا من هوية العملة الوطنية.

 

ويأتي هذا الابتعاد عن الصور السياسية كإشارة إلى رغبة الحكومة في تعزيز الثقة بالعملة وإيصال رسالة إلى المواطنين والمجتمع الدولي حول توجهها نحو الاستقرار والتجديد الاقتصادي. كما يفتح المجال أمام التركيز على رموز ثقافية وتاريخية تجمع السوريين بدلاً من إثارة الجدل حول شخصيات سياسية.

 

عملة وطنية محايدة
العملة الجديدة قد تركز على التراث السوري المتنوع، من معالم أثرية مثل تدمر وقلعة حلب إلى رموز طبيعية وتاريخية تعكس الهوية الوطنية. الهدف هو إظهار سوريا بوصفها دولة متعددة الثقافات والرموز، وتعزيز شعور الانتماء لدى المواطنين. ومع ذلك، يظل معظم تفاصيل التصميم غامضًا، حيث أكدت الجهات الرسمية أن كل المعلومات المتداولة حاليًا مجرد تكهنات، والمصدر الرسمي الوحيد هو الحكومة السورية.

 

استراتيجية الغموض الممنهج
يُنظر إلى الغموض المحيط بالعملة الجديدة كجزء من استراتيجية حكومية لإدارة التوقعات، وتفادي أي تأثير سلبي على الأسواق المالية المحلية في ظل ظروف اقتصادية هشة. هذا الأسلوب يضمن أن يتم الإعلان الرسمي عن العملة بشكل مفاجئ ومدروس، بما يحقق استقرار التداول ويقلل من أي اضطرابات محتملة.

 

الإجراءات الفنية والتقنية
أوضح حاكم مصرف سوريا المركزي أن إصدار العملة الجديدة يندرج ضمن السياسة النقدية للمصرف، ويهدف إلى تحسين إدارة التداول النقدي وتسهيل عمليات الدفع. وأضاف أن العملة الجديدة صُممت وفق أعلى المعايير الفنية المعتمدة عالميًا، وستُطبع عبر مصادر دولية موثوقة باستخدام تقنيات حديثة مضادة للتزوير.

 

مراحل طرح العملة
تتضمن خطة طرح العملة الجديدة عدة مراحل، تبدأ بتداولها تدريجيًا إلى جانب الفئات الحالية، ثم التبديل الجزئي، وصولًا إلى المرحلة الأخيرة حيث تصبح العمليات المالية محصورة عبر مصرف سوريا المركزي. العملة الجديدة ستتميز بمواصفات فنية متقدمة وتقنيات حديثة لمكافحة التزوير، بهدف تعزيز الثقة بالليرة وحماية حقوق المتعاملين.

 

الرموز المحتملة
تشير التكهنات إلى أن العملة الجديدة قد تتضمن رموزًا وطنية مثل الزيتون أو قمح السنبلة، أو صورًا لمعالم معمارية تاريخية، إضافة إلى رسوم توضيحية لمشاريع تنموية مستقبلية، تعكس توجه الحكومة نحو إعادة الإعمار وتعزيز الاقتصاد الوطني.

 

خطوة لتعزيز الثقة بالليرة
وفق مصادر إعلامية دولية، تسعى سوريا إلى طرح الأوراق النقدية الجديدة في ديسمبر المقبل، مع حذف صفرين من قيمتها، في محاولة لإعادة الثقة بالليرة بعد انخفاض قوتها الشرائية بشكل قياسي نتيجة صراع استمر 14 عامًا. تشير هذه الخطوة إلى أن الحكومة تسعى لتحقيق استقرار اقتصادي جزئي وإعادة بناء الثقة الداخلية والخارجية بالعملة الوطنية، وهو ما قد يكون حجر الزاوية لمرحلة إعادة الإعمار الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 4