غموض الانتخابات السورية يحيط بمقاعد محافظات محددة
سامر الخطيب
أعلنت اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب في سوريا عن تشكيل لجان طعون فرعية في المحافظات استعداداً لانطلاق العملية الانتخابية، في خطوة تهدف إلى تنظيم العمل وضمان الشفافية، وفق المرسوم الرئاسي رقم 66 وأحكام النظام المؤقت للانتخابات.
تتألف هذه اللجان من 22 عضواً موزعين على 11 محافظة، بواقع عضوين لكل محافظة، ويكون مقر كل لجنة في مركز عدلية المحافظة. وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة الإجراءات التي تهدف لضمان نزاهة العملية الانتخابية، بما في ذلك طلب اللجنة العليا من نقابة المحامين ندب محامٍ لكل دائرة انتخابية بصفة مراقب قانوني لتقديم المشورة القانونية وضمان سير العملية وفق الأصول.
وتتوزع الدوائر الانتخابية البالغ عددها 60 دائرة على المحافظات بحسب عدد المقاعد المخصصة لكل محافظة، بينما تم اتخاذ قرار بإرجاء العملية الانتخابية في ثلاث محافظات هي السويداء والحسكة والرقة، نتيجة الظروف الأمنية والسياسية التي تحول دون إجراء الانتخابات فيها حالياً، مع الحفاظ على مخصصاتها من المقاعد إلى حين تهيئة البيئة الملائمة لإجرائها لاحقاً.
وأوضح المتحدث باسم اللجنة أن قرار التأجيل جاء بعد تقييم الوضع الأمني والسياسي، حيث لم تسمح التطورات الأخيرة بتشكيل اللجان الفرعية أو إعداد الهيئات الناخبة وفق المعايير المطلوبة. وأضاف أن اللجنة واجهت خيارين: المضي قدماً بالانتخابات في باقي المحافظات مع حرمان المواطنين في الثلاث محافظات من التمثيل، أو تأجيل الانتخابات مع الاحتفاظ بمقاعدها شاغرة حتى تتوفر ظروف ملائمة، وهو الخيار الذي تم اعتماده.
وبخصوص إمكانية تعيين أعضاء عن المحافظات الثلاث، أوضح المتحدث أن هذه المحافظات تتمتع بمقاعد ضمن الحصة المخصصة لرئيس الجمهورية، الذي يشمل ثلث أعضاء المجلس. وبذلك يمكن تعيين ممثلين عن السويداء والحسكة والرقة حتى مع تأجيل الانتخابات فيها، بينما تبقى الانتخابات الفعلية معلقة لحين استيفاء الشروط الأمنية والسياسية اللازمة.
وحول أعداد المقاعد، أفاد المتحدث أن الحسكة لها 10 مقاعد، والرقة 6 مقاعد، والسويداء 3 مقاعد ضمن الثلث المعين من قبل الرئيس، أي من أصل 140 مقعداً للمجلس. وبذلك يمكن شغل بعض هذه المقاعد بالتعيين، في حين تبقى الانتخابات المؤجلة خاصة بالمقاعد الانتخابية المقررة لهذه المحافظات.
وتعكس هذه التحضيرات وعمليات التأجيل حرص اللجنة العليا على ضمان التمثيل العادل للمحافظات كافة، مع الالتزام بالمعايير القانونية والإجرائية للانتخابات، وسط استمرار التحديات الأمنية والسياسية في مناطق محددة من البلاد.
تشير التطورات الحالية إلى أن العملية الانتخابية السورية ستستمر في باقي المحافظات وفق الجدول المخطط، بينما تظل السويداء والحسكة والرقة في حالة انتظار، ما يضع علامات استفهام حول توقيت الانتخابات الكاملة وقدرة السلطات على إجراء الانتخابات في ظل التحديات المستمرة.
