زيارة أميركية مرتقبة... ترقب لبناني ورد إسرائيلي غامض

رامي عازار

2025.08.24 - 09:28
Facebook Share
طباعة

 يشهد لبنان هذا الأسبوع محطة سياسية ودبلوماسية بالغة الأهمية مع الزيارة الخامسة المرتقبة للموفدَين الأميركيين توم برّاك ومورغان أورتاغوس إلى بيروت، وسط ترقب واسع لما سيحملانه من ردود إسرائيلية على الورقة الأميركية التي طُرحت في وقت سابق. الزيارة التي تبدأ الثلاثاء بعد وصول الوفد مساء الاثنين، تأتي في ظل أجواء مشحونة بالتساؤلات والتكهنات حول حقيقة الموقف الإسرائيلي ومآلات المبادرة المطروحة.


رغم كثرة التسريبات الإعلامية، فإن الغموض لا يزال سيد الموقف، إذ لم تُحسم بعد طبيعة الرد الإسرائيلي ولا مدى تجاوبه مع الطرح الأميركي. وقد عكست وسائل الإعلام اللبنانية تناقضات واسعة في هذا الملف، بين من يتحدث عن إشارات إيجابية محتملة ومن يعتبر أن إسرائيل لم تُبد أي تجاوب فعلي. هذا الغموض زاد من حذر الأوساط الرسمية التي ترفض تأكيد أو نفي أي معطيات قبل وصول الموفدين واجتماعاتهما المرتقبة مع الرؤساء الثلاثة والمسؤولين المعنيين.


إلى جانب هذه التطورات، يطرح ملف حصرية السلاح نفسه على طاولة البحث. فالجيش اللبناني الذي كُلّف بخطة لتنفيذ هذا القرار، قد يطلب تمديد المهلة الزمنية لما بعد نهاية العام، وهو ما قد لا يلقى رضىً أميركياً، خصوصاً أن واشنطن تربط هذا الملف بتقديم الدعم السياسي والاقتصادي للبنان. وفي المقابل، تُظهر مواقف "حزب الله" تمسكاً بسلاحه ورفضاً لأي صيغة تعتبره موضوعاً للتفاوض المباشر، ما يبقي هذا الملف في دائرة الشكوك والمراوحة.


مصادر متابعة أشارت إلى أن برّاك سيحاول، خلال زيارته، الدفع نحو انسحاب إسرائيلي من إحدى النقاط الحدودية الخمس التي لا تزال موضع نزاع، إلى جانب هدنة مؤقتة تتوقف خلالها الاعتداءات والغارات. نجاح هذه المساعي قد يفتح الباب أمام خطوات متبادلة بين الطرفين، وربما يساهم في الإفراج عن مساعدات مالية للبنان. أما في حال جاء الرد الإسرائيلي سلبياً، فقد تتجه الأمور نحو تصعيد سياسي وإعلامي قد ينعكس على الوضع الداخلي الهش.


البرنامج المعلن للزيارة يشمل لقاءات رفيعة مع الرؤساء الثلاثة، إلى جانب جولة لبرّاك في منطقة جنوب الليطاني للاطلاع على أوضاع الجيش هناك، فيما يتخلل الزيارة أيضاً عشاء مع عدد من النواب والسياسيين. أما مورغان أورتاغوس، فستغادر الثلاثاء إلى نيويورك للمشاركة في جلسة مجلس الأمن الخاصة بالتجديد لقوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل".


في موازاة ذلك، يحظى ملف السلاح الفلسطيني داخل المخيمات بمتابعة متصاعدة، إذ بدأ جمعه تدريجياً من بعض المخيمات ومنها برج البراجنة، وسط محاولات لإقناع الفصائل الرافضة، بالانخراط في العملية. ويعتبر هذا المسار مكملاً لمسعى فرض "حصرية السلاح" على الأراضي اللبنانية.


الرئيس جوزف عون شدد خلال استقباله وفوداً أميركية في الأيام الماضية على أن لبنان ينتظر الرد الإسرائيلي عبر الوساطة الأميركية، نافياً أي معلومات مؤكدة عن نية تل أبيب إقامة منطقة عازلة في الجنوب. كما أكد أهمية التجديد لقوات "اليونيفيل" إلى حين تطبيق القرار 1701 بالكامل، بما يشمل الانسحاب من الأراضي المحتلة وإطلاق الأسرى.


أما قائد الجيش العماد رودولف هيكل، فذكّر بدور المؤسسة العسكرية في حماية الجنوب رغم التحديات والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، مؤكداً أن الجيش يبقى "خط الدفاع الأول" وأنه سيواصل تحمل مسؤولياته مهما بلغت الصعوبات.


في المحصلة، تبدو زيارة برّاك وأورتاغوس إلى بيروت محطة فاصلة لا لمعرفة الموقف الإسرائيلي فحسب، بل أيضاً لاختبار قدرة الدولة اللبنانية على السير قدماً في ملف حصرية السلاح وتوحيد الموقف الداخلي. ومع أن الغموض لا يزال يحيط بالردود، فإن حجم الاهتمام الدولي والاتصالات المكثفة يوحيان بأن المرحلة المقبلة قد تحمل إما فرصة جديدة للاستقرار، أو فصلاً إضافياً من المراوحة والتوتر.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 3