نفوذ عالمي جديد.. إيران تكشف قدراتها الصاروخية المخفية

– وكالة أنباء آسيا

2025.08.23 - 11:29
Facebook Share
طباعة

في مقابلة حديثة مع التلفزيون الإيراني، كشف وزير الدفاع عزيز نصير زاده عن تفاصيل جديدة تكشف حجم التطور الذي حققته إيران في مجال صناعاتها الدفاعية. بحسب الوزير، طهران لم تكتفِ بتعزيز قدراتها العسكرية داخل البلاد، بل قامت بإنشاء بنية تحتية صناعية دفاعية في بعض الدول، بهدف التوسع في الأسواق الدولية وتعزيز حضورها في مجال الأسلحة المتقدمة. وأوضح نصير زاده أن هذه المصانع الأجنبية ستُعلن رسميًا قريبًا، معتبرًا أن هذا الأمر يعكس الثقة العالمية في جودة المنتجات الدفاعية الإيرانية، خاصة الطائرات المسيرة، التي شهد الطلب عليها تزايدًا مستمرًا.

رغم هذا التوسع الدولي، شدد الوزير على أن القوات المسلحة الإيرانية تعتمد بشكل رئيسي على الإنتاج المحلي، الذي يشمل أكثر من 90% من احتياجاتها، لا سيما الصواريخ بأنواعها الصلبة والسائلة. خلال حرب الـ12 يومًا، لم تتوقف خطوط الإنتاج، بل تم تعديل أساليب التصنيع للاستفادة من التضاريس الإيرانية المعقدة، ما سمح بإنشاء بنى تحتية سرية وآمنة، تضمن استمرارية الإنتاج حتى في أوقات الحرب. وأوضح نصير زاده أن أي اعتماد خارجي محتمل يقتصر على بعض المواد الخام أو القطع الصغيرة، والتي لا يكون إنتاجها محليًا مجديًا اقتصاديًا، مع التأكيد على أن القدرة على إنتاجها موجودة داخليًا عند الحاجة.

الحديث عن القدرات الصاروخية كشف عن أن إيران تمتلك صواريخ متقدمة لم تُستخدم بعد، منها صاروخ "خرمشهر 5" و"قاسم بصير"، الذي يوصف بأنه أدق صاروخ إيراني، ويعتمد على تقنيات حديثة تحميه من تأثير الحروب الكهرومغناطيسية للعدو وتتيح له تحديد الأهداف بدقة متناهية. إلى جانب ذلك، تمتلك إيران صواريخ فرط صوتية وصواريخ "سجيل" مجهزة برؤوس حربية متحركة قادرة على المناورة، ما يجعلها تتجاوز أنظمة الدفاع الجوي للعدو. وبحسب نصير زاده، لو استمرت الحرب لفترة أطول، لكان استخدام هذه الصواريخ قادرًا على تغيير نتائج المعركة بشكل جذري، مما يعكس قوة الردع الإيرانية القائمة على التوازن بين القدرات الفعلية والاحتياطية.

تجربة حرب الـ12 يومًا لم تقتصر على اختبار الصواريخ فحسب، بل كشفت أيضًا عن الحاجة إلى تطوير قدرات أخرى في مجالات الحرب البرية والبحرية. وأوضح الوزير أن الدروس المستفادة دفعت إيران إلى إعادة ترتيب أولوياتها في خطة الإنتاج الدفاعي، بحيث تظل الصناعة العسكرية مرنة وقادرة على التكيف مع متغيرات الحروب المستقبلية. هذا النهج يعكس رؤية استراتيجية متكاملة تهدف إلى بناء قوة دفاعية مستدامة، تجمع بين الابتكار المحلي والاستثمار الدولي، مع الحفاظ على الاستقلالية في صناعة المعدات الحيوية.

بمزيج من الاعتماد على القدرات المحلية والتوسع الدولي، تظهر إيران كلاعب مؤثر في السوق الدفاعي الإقليمي والدولي. فبينما يضمن الإنتاج المحلي استمرار القدرة الدفاعية في مواجهة العقوبات أو النزاعات، يمنح التوسع الخارجي إيران نفوذًا اقتصاديًا وسياسيًا إضافيًا، خصوصًا في تسويق منتجاتها الدفاعية. وهكذا، يبدو أن إيران تتبع استراتيجية مزدوجة تجمع بين الردع العسكري والاكتفاء الذاتي والتوسع الدولي، لتصبح قوة دفاعية مؤثرة على المستوى الإقليمي وقادرة على منافسة الدول الكبرى في صناعة الأسلحة.


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 3