هل تعديل نتنياهو لاسم العملية يعكس استراتيجية؟

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.22 - 10:55
Facebook Share
طباعة

أثار قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمراجعة اسم العملية العسكرية الجديدة للسيطرة على مدينة غزة تساؤلات حول الاستراتيجية العسكرية والسياسية التي تتبناها تل أبيب في الوقت الراهن. العملية، التي أطلق عليها في البداية "مركبات جدعون 2"، لم يرضَ عنها نتنياهو، واقترح بدلاً منها اسم "القبضة الحديدية"، ما يعكس حرصه على توجيه رسالة رمزية تحمل دلالة القوة والسيطرة المطلقة على القطاع.

العملية العسكرية تهدف إلى السيطرة الكاملة على مدينة غزة بعد استدعاء الجيش عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، حيث أصدر الجيش نحو 60 ألف أمر استدعاء إضافي، مع تمديد فترة خدمة 20 ألف جندي من الاحتياط ممن جرى تجنيدهم مسبقاً. هذه الخطوة تظهر حجم الاستعدادات الإسرائيلية لتنفيذ هجوم بري واسع، يشمل تكثيف الغارات الجوية والمدفعية على مناطق متفرقة في المدينة، بالتزامن مع خطط لإجلاء السكان المدنيين، وفق تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي أكد أن العملية تهدف إلى تحقيق السيطرة العسكرية وهزيمة حركة حماس، مع فرض شروط تل أبيب على الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين.

وأشار كاتس، بحسب "القناة 12" العبرية، إلى أن القوات الإسرائيلية ستفتح "أبواب الجحيم" على حماس في حال عدم الاستجابة للشروط، مشدداً على أن المدينة قد تتحول إلى نسخة من رفح وبيت حانون في حال رفض الحركة التخلي عن السلاح وإطلاق جميع الرهائن. تصريحات كاتس تحمل بعداً تهديدياً واضحاً، لكنها تثير تساؤلات حول الكلفة الإنسانية للعملية وأثرها على المدنيين في القطاع المحاصر.

زيارة نتنياهو إلى القيادة الجنوبية للجيش جاءت لتأكيد المصادقة على الخطط العسكرية، لكنها لم تكن مقتصرة على الجوانب العملياتية فقط، بل تضمنت أيضاً الجانب الرمزي للاستراتيجية الإسرائيلية. تعديل اسم العملية يهدف إلى التأكيد على طبيعة المرحلة الحالية بأنها "حاسمة"، وهو ما يعكس رغبة الحكومة في ربط هجومها الرمزي والإعلامي بالجانب الميداني للسيطرة على غزة.

القرار يأتي بالتزامن مع إعلان نتنياهو بدء مفاوضات فورية للإفراج عن المختطفين الإسرائيليين، ما يشير إلى أن الجانبين العسكري والسياسي يسيران بالتوازي.
الموقف يعكس محاولة تل أبيب الجمع بين الضغط العسكري على حماس والضغط السياسي والدبلوماسي في آن واحد، بهدف تحقيق أهدافها في السيطرة على القطاع والتأثير على مسار المفاوضات المتعلقة بالرهائن.

التعديلات الرمزية في تسمية العمليات العسكرية ليست جديدة على إسرائيل، لكنها في هذا السياق تبدو مرتبطة بتعزيز الانطباع الدولي والمحلي بأن الحكومة تملك خطة حازمة وشاملة، تجمع بين القوة العسكرية والضغط الاستراتيجي والسياسي على الخصم، الأمر يوضح أن تل أبيب تسعى إلى إرسال إشارات مزدوجة: الأول للداخل الإسرائيلي لإظهار الحزم، والثاني للحركة الفلسطينية وللوسطاء الدوليين لتحديد جدية الدولة الإسرائيلية في فرض شروطها.

في ضوء هذه التحركات، يبقى السؤال مطروحاً حول مدى تأثير التغييرات الرمزية في العملية على الواقع الميداني واستجابة حماس، وما إذا كان تعديل الاسم سيترجم عملياً إلى تسريع السيطرة على غزة أو زيادة تعقيد المفاوضات، خصوصاً مع استمرار الضغوط الدولية على إسرائيل لتقليل الكلفة الإنسانية في القطاع. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 6