أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الخميس، استئناف إسرائيل فورًا المفاوضات الرامية إلى إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة وإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو عامين، مع التأكيد على أن ذلك سيكون بشروط مقبولة لإسرائيل. ويأتي هذا الرد لأول مرة على اقتراح وقف إطلاق النار المؤقت الذي طرحته مصر وقطر وقبلته حماس يوم الاثنين.
وأكد نتنياهو لجنوده قرب الحدود الإسرائيلية مع غزة عزمه على السيطرة على مدينة غزة، رغم الضغوط الدولية وبعض الحلفاء الذين حثوا الحكومة على إعادة النظر في الخطط العسكرية. وفي الوقت نفسه، أصدر أوامر لبدء مفاوضات فورية لإطلاق الرهائن، موضحًا أن إسرائيل في مرحلة اتخاذ القرار النهائي بشأن الحرب.
ويقترح الاتفاق المؤقت وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، يشمل إطلاق سراح 10 رهائن وتسليم جثث 18 آخرين مقابل الإفراج عن حوالي 200 فلسطيني محكوم عليهم بالسجن الطويل، على أن تبدأ مفاوضات لاحقة حول وقف دائم لإطلاق النار وإعادة الرهائن المتبقين.
في غزة، نظّم السكان احتجاجًا نادرًا على استمرار الحرب، رافعين لافتات كتب عليها "أنقذوا غزة من القتل" و"أوقفوا الحرب فورًا". وأفادت وزارة الصحة بمقتل 70 شخصًا خلال 24 ساعة، بينهم ثمانية في حي الصبرة، فيما أُعلن عن وفاة شخصين آخرين بسبب الجوع وسوء التغذية، ليصل إجمالي ضحايا الجوع إلى 271 شخصًا منذ بدء الحرب، بينهم 112 طفلاً.
وفي الوقت ذاته، بدأ الجيش الإسرائيلي بإجراء مكالمات تحذيرية للمنظمات الدولية والطبية، لإبلاغها بإخلاء المستشفيات والسكّان من شمال غزة نحو الجنوب، فيما رفضت وزارة الصحة التحويل خشية شلل المنظومة الصحية وتعرض حياة أكثر من مليون شخص للخطر.
المشهد يعكس تعقيدًا حادًا بين الضغوط العسكرية والإنسانية، مع استمرار حالة اليأس بين السكان الذين يواجهون خيار النجاة أو الموت وسط استمرار القصف والمعاناة اليومية.