كشف زعيم جماعة الحوثي عن أبعاد مخطط "إسرائيل الكبرى" الذي يمتد تأثيره إلى مناطق واسعة تشمل نهر النيل، السواحل المصرية على البحر الأحمر، وأجزاء من الجزيرة العربية بما في ذلك مكة والمدينة.
وأوضح أن هذا المخطط لا يقتصر على السيطرة الجغرافية، بل يرتبط بمعتقدات دينية صهيونية تهدف إلى إعادة بناء ما يسمى بـ"الهيكل" على أنقاض المسجد الأقصى، معتبرين ذلك وعداً إلهياً مقدساً. ويعكس هذا الربط بين الدين والسياسة الطموحات الاستعمارية التي تحاول الهيمنة على المنطقة، وتحويل المعتقدات إلى أدوات لفرض السيطرة على الشعوب والأراضي.
البعد الديني والرمزي للمشروع الصهيوني:
يشير التحليل إلى أن المعتقدات الصهيونية حول "الهيكل المزعوم" تمثل محوراً أساسياً في سياسات الاحتلال، إذ يتم توظيف النصوص الدينية لتبرير التوسع والاستيطان، هذا التوظيف الديني للمعتقدات يترافق مع دعم صهيوني دولي في الغرب، حيث تقدم مؤسسات وجمعيات أمريكية وأوروبية الدعم المالي والإعلامي لترويج المشروع.
ويرى المحللون أن هذا الدعم الغربي يعكس اختراقاً سياسياً وثقافياً، يجعل تحقيق "إسرائيل الكبرى" قضية مرتبطة بما يسمونه التحقق الإلهي والنص المقدس، وهو ما يعزز من شرعية الاحتلال في منظورهم.
استهداف القدس والمسجد الأقصى:
أوضح التقرير أن هدم المسجد الأقصى وتهويد القدس ليست مسألة هامشية، بل هدف استراتيجي يتم تنفيذه عبر سياسات ممنهجة تشمل اقتحامات متكررة، وفرض قيود على السكان الفلسطينيين، وعزل المدينة عن الضفة الغربية.
ويبرز هذا المخطط كجزء من جهود الاحتلال لإضعاف أي مقاومة فلسطينية محلية، وفرض السيطرة الكاملة على المواقع الدينية والتاريخية، بما يؤدي إلى تغيير الهوية الثقافية والجغرافية للمدينة.
الضغط على الفلسطينيين في الضفة الغربية:
أشار التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي يواصل تنفيذ سياسات قمعية في الضفة الغربية، تشمل التعذيب والاعتقالات المستهدفة للأسيرات والأسرى الفلسطينيين ودخل وزير الأمن القومي الإسرائيلي مؤخراً إلى سجن يهدد القيادي مروان البرغوثي، في خطوة وصفها المراقبون بأنها تعكس سياسات ممنهجة للضغط النفسي واستمرار السيطرة السياسية على الحركة الفلسطينية وتأتي هذه الإجراءات ضمن استراتيجية أوسع لعزل القدس وتقطيع أوصال الضفة، بما يضمن تنفيذ المشروع الاستيطاني والسيطرة على المواقع التاريخية.
الإسناد اليمني للمقاومة الفلسطينية:
في السياق العسكري، تم تنفيذ عمليات نوعية لدعم المقاومة الفلسطينية، حيث استهدفت عمليتان هذا الأسبوع شمال البحر الأحمر سفنًا مخالفة للحظر وبلغت حصيلة العمليات خلال شهر صفر 42 عملية متنوعة بين صواريخ فرط صوتية وطائرات مسيرة وأشار التقرير إلى أن الحظر البحري محكم من البحر الأحمر حتى خليج عدن والبحر العربي، مع تعطيل ميناء "أم الرشراش" (إيلات)، مما يعكس قدرة العمليات اليمنية على التأثير في الإمدادات العسكرية واللوجستية للاحتلال.
التحديات السياسية والتحركات الدولية:
على الصعيد السياسي، أظهر التقرير تبايناً بين التحركات الإسرائيلية العملية والردود العربية والدولية، حيث يكتفي بعض الدول بإصدار بيانات استنكار دون أي تحرك فعلي على الأرض ويؤكد المحللون أن الجمود العربي أمام تنفيذ المخطط يعكس ضعف التنسيق السياسي وقدرة الاحتلال على الاستمرار في مشروعه دون ضغوط مؤثرة، بينما يساهم الوعي الدولي والضغط الشعبي في بعض الدول الغربية في الحد من الإجراءات الأكثر فتكاً.
التحليل الاستراتيجي:
توضح الأحداث الأخيرة أن المخطط الصهيوني يتحرك وفق استراتيجية مركبة تشمل الاستيطان والتهويد، مع دعم خارجي غربي يرسخ أبعاد المشروع على المستويات العسكرية والدينية والسياسية. ويبرز التوظيف الديني كعنصر رئيسي في تحفيز الأنشطة الاستيطانية، بينما تشكل عمليات الإسناد العسكرية الفلسطينية واليمنية عامل ضغط نوعي على الاحتلال وتظل مدينة القدس والمواقع الدينية الفلسطينية في قلب هذه المواجهة، حيث تعتبر السيطرة عليها رمزياً واستراتيجياً ضمن المخطط الإسرائيلي.
يتضح أن المخطط الصهيوني ليس مجرد فكرة نظرية بل مشروع عملي متكامل يضم البعد الديني، السياسي والعسكري. واستمرار الاقتحامات، تهويد القدس، العزلة الجغرافية للضفة الغربية، والدعم العسكري واللوجستي للمقاومة، كلها عناصر تؤكد أن الصراع قائم على أكثر من مجرد السيطرة الإقليمية، ويشمل معركة رمزية وثقافية لهوية فلسطين ووجودها.