أسباب وتداعيات تحركات غانتس وسط أزمة الائتلاف الإسرائيلي

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.21 - 07:37
Facebook Share
طباعة

التحركات الأخيرة لرئيس حزب «كاحول لافان»، بيني غانتس، تكشف عن ديناميكيات معقدة داخل السلطة الإسرائيلية، وتعكس التوازن الهش بين الأحزاب الكبرى والمتطرفة في الحكومة الأزمة الحالية لا تتعلق بمسألة صفقة الأسرى وحدها، بل تتصل بضعف البنية السياسية للائتلاف، والتحديات المستمرة في إدارة الاختلافات بين الأحزاب المكوِّنة له.

إسرائيل تواجه في الوقت الراهن موقفًا دقيقًا؛ فالائتلاف الحكومي القائم على 68 نائبًا هش ومهدد بالانقسام في حال أصر قادة اليمين المتطرف على موقفهم الرافض لصفقة الأسرى. هذا الوضع يضع نتنياهو في مأزق مستمر بين ضرورة تمرير صفقة متفق عليها دوليًا وبين الحفاظ على استقراره السياسي الداخلي.
ويبرز غانتس في هذا السياق كخيار محتمل للائتلاف، لما يملكه من نواب يمكنهم تعزيز الأغلبية البرلمانية، مع أن خطوة الانضمام قد تكون محفوفة بالمخاطر الشخصية والسياسية له.

غانتس يواجه صراعًا بين الاعتبارات الوطنية والرغبة في الحفاظ على موقعه السياسي انضمامه للحكومة قد يسهم في حماية استقرارها ومنع تفككها أمام ضغوط المتطرفين، ويتيح دفع مسار صفقة الأسرى، لكن في المقابل قد يؤدي إلى تآكل صورته لدى الجمهور الذي يتابع تحركاته على أنها تناقض مبادئه السابقة ويظهر من هذا السياق أن الاستراتيجية السياسية للفاعلين داخل الحكومة تعتمد على موازنة مصالحهم الشخصية مع التزاماتهم تجاه الأمن الوطني، في ظل بيئة يسودها الانقسام والتنافس على النفوذ.

أبعاد الأزمة تشمل أيضًا التفاعل مع الضغوط الدولية، فالموقف الأمريكي، مثلًا، يشجع على إنهاء ملف الحرب على غزة وتسهيل صفقة الأسرى، ما يزيد من تعقيد الحسابات الداخلية أن القرارات المستقبلية ستحدد شكل السياسة الإسرائيلية على المدى المتوسط، خصوصًا فيما يتعلق بعلاقات الحكومة مع الأحزاب المتطرفة، وقدرتها على تنفيذ اتفاقيات دولية معقدة.

المحللون يرون أن التداعيات المحتملة تعتمد على قدرة الأطراف في التوصل إلى توافق داخلي يوازن بين مصالح الحكومة واستجابة للضغوط الخارجية، مقابل الاحتمال الآخر المتمثل في استمرار التوتر الذي قد يؤدي إلى تعطيل القرارات الأساسية.
وأشار الخبراء إلى أن موقف غانتس سيكون مؤشرًا هامًا على قدرة النظام السياسي الإسرائيلي على تجاوز أزماته الداخلية، أو على تفاقم الانقسامات بما يؤثر على الاستقرار السياسي والأمني للبلاد.

في المحصلة، تحركات غانتس تعكس خلفيات أعمق من مجرد صفقة أسرى، إذ ترتبط بآليات صناعة القرار داخل الحكومة الإسرائيلية، والهشاشة التي تعانيها الائتلافات المبنية على توازن دقيق بين أحزاب متباينة التوجهات، إضافة إلى تأثير العوامل الدولية على سياسات القيادة الوطنية، أي خطوة مستقبلية تحتاج إلى تقييم دقيق للنتائج السياسية والشعبية، مع الأخذ في الاعتبار الانعكاسات الأمنية والاستراتيجية على المستوى الإقليمي والدولي. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 2