ترامب يعيد رسم السياسة الأميركية عبر خريطة انتخابية مثيرة للجدل

وكالة أنباء آسيا

2025.08.21 - 09:30
Facebook Share
طباعة

أقرّ مجلس النواب في ولاية تكساس، بأغلبية جمهورية واضحة، مشروع قانون لإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية، في خطوة وُصفت بأنها استجابة مباشرة لمطالب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. الخريطة الجديدة، التي يتوقع أن تمنح الحزب الجمهوري ما يصل إلى خمسة مقاعد إضافية في انتخابات الكونغرس عام 2026، فجّرت جدلًا واسعًا حول شرعية العملية واتهمت بأنها تمثل نموذجًا فجًّا لـ"الجيريماندرينغ" السياسي.

 

التصويت جرى في جلسة استثنائية انتهت بتمرير الخطة بفارق حزبي (88 مقابل 52)، بعد أن حاول نواب ديمقراطيون عرقلة الإجراءات بمغادرة قاعة المجلس. الجمهوريون دافعوا عن الخريطة باعتبارها "قانونية ومتسقة مع أحكام المحكمة العليا"، بينما أكد الديمقراطيون أن الهدف الحقيقي هو تقويض تمثيل الأقليات العرقية وتحييد أصواتها لصالح تعزيز قبضة الحزب الحاكم في الولاية.

الخطة الجديدة تعيد رسم حدود عدد من الدوائر ذات الكثافة السكانية المرتفعة، بحيث تُفكك مناطق حضرية تقليديًا تميل إلى التصويت للديمقراطيين، وتُدمج مع مناطق ريفية محافظة، ما يرفع احتمالات فوز الجمهوريين في سباقات كان يصعب عليهم حسمها. وتقدّر مؤسسات بحثية أن هذه الخطوة وحدها قد تنقل خمسة مقاعد من الديمقراطيين إلى الجمهوريين، وهو فارق كفيل بتغيير موازين القوى في مجلس النواب الأميركي المقبل.

من جانب آخر، ينظر مراقبون إلى هذا التحرك في إطار استراتيجية أوسع يتبناها ترامب وأنصاره لفرض نفوذ سياسي طويل الأمد عبر السيطرة على البنية التشريعية للولايات المفصلية. وفي المقابل، تسعى ولايات ديمقراطية مثل كاليفورنيا إلى الرد بخطط مشابهة لإعادة رسم خرائط انتخابية تعزز فرص الحزب المنافس، ما ينذر بسباق مفتوح في استخدام أدوات الترسيم السياسي كسلاح انتخابي.

 

يعكس تمرير خريطة تكساس كيف تحولت إعادة تقسيم الدوائر من آلية دستورية دورية إلى ساحة مواجهة حادة بين الحزبين. فبينما يرى الجمهوريون فيها أداة "تصحيحية" تضمن عدالة التمثيل، يعتبرها الديمقراطيون انقلابًا على قواعد الديمقراطية وتهميشًا مقصودًا للمجتمعات الملونة. ومع توقّع مصادقة مجلس الشيوخ المحلي وحاكم الولاية غريغ أبوت على القانون قريبًا، تستعد ساحات المحاكم لمعركة قانونية طويلة قد تحدد شكل اللعبة الانتخابية الأميركية لسنوات مقبلة، في وقت تزداد فيه سخونة التحضيرات للانتخابات النصفية المقبلة.

 

 

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 5