فرانك كابريو.. رحيل القاضي "الأطيب في العالم"

وكالة أنباء آسيا

2025.08.21 - 08:33
Facebook Share
طباعة

في خبر أثار موجة من الحزن عالميًا، توفي القاضي الأمريكي فرانك كابريو، قاضي محكمة بلدية بروفيدنس في ولاية رود آيلاند، عن عمر ناهز 88 عامًا بعد صراع طويل مع سرطان البنكرياس. وقد أُعلن عن وفاته عبر حساباته الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكّدًا أنه "رحل بسلام" محاطًا بعائلته.

قاضٍ استثنائي جعل من العدالة وجهًا إنسانيًا

لم يكن كابريو مجرد قاضٍ يطبق القانون، بل تحوّل إلى رمز عالمي للعدالة الرحيمة. فقد اشتهر بأسلوبه الدافئ داخل قاعة المحكمة، حيث كان يدمج بين التعاطف والحكمة. كثيرًا ما ألغى مخالفات بحق أشخاص يواجهون ظروفًا معيشية قاسية، أو يخفف العقوبة عن كبار السن والمرضى، وهو ما جعله محبوبًا لدى الملايين حول العالم.

وبرزت شهرته العالمية عبر برنامجه التلفزيوني "Caught in Providence" الذي بثّ بين 2018 و2020، قبل أن يتحول إلى ظاهرة على الإنترنت، إذ تخطّت مقاطع جلساته أكثر من مليار مشاهدة على منصات التواصل.

من الفقر إلى منصة القضاء

وُلد كابريو عام 1936 لأسرة مهاجرة بسيطة، عمل في صغره بائعًا للفواكه وغاسلًا للأحذية، قبل أن يدرس القانون بجامعة سوفولك. شغل منصب عضو بمجلس مدينة بروفيدنس بين 1962 و1968، ثم عُيّن قاضيًا عام 1985 وظلّ في منصبه حتى تقاعده في 2023، حين أُطلق اسمه على قاعة المحكمة تكريمًا لمسيرته.

كما كان ناشطًا اجتماعيًا، حيث أسس صناديق منح دراسية دعمت مئات الطلاب، وشارك في مبادرات خيرية داخل رود آيلاند.

في ديسمبر 2023، أعلن القاضي إصابته بسرطان البنكرياس، وطلب من متابعيه الدعاء له. ورغم نجاحه في إنهاء العلاج الإشعاعي عام 2024، فإن المرض عاد ليظهر مجددًا، ليغادر الحياة في أغسطس 2025 بعد معركة وُصفت بـ"الشجاعة والملهمة".

تكريم واسع ورحيل مؤثر

وصف حاكم ولاية رود آيلاند دان مكي كابريو بأنه "كنز الولاية"، وأمر بإنزال الأعلام نصف السارية تكريمًا له. كما نعته وسائل الإعلام العالمية باعتباره "القاضي الأطيب في العالم"، الذي جعل العدالة أكثر قربًا من الناس وأعاد الإنسانية إلى قاعات المحاكم.

ترك كابريو خلفه زوجته جويس، وخمسة أبناء، وأحفادًا، إلى جانب إرث أخلاقي وإنساني يصعب نسيانه.

برحيل فرانك كابريو، لا تفقد رود آيلاند فقط أحد أعمدتها القضائية، بل يخسر العالم نموذجًا نادرًا لقاضٍ أثبت أن العدالة يمكن أن تكون عادلة ورحيمة في آن واحد. سيظل إرثه حيًا في ذاكرة كل من شاهد جلساته أو تأثر بابتسامته وقراراته المليئة بالإنصاف.

لا يُذكر اسم فرانك كابريو في تاريخ القضاء الأمريكي كقاضٍ عادي، بل كظاهرة إنسانية أعادت تعريف العدالة. فقد أثبت أن القانون يمكن أن يكون عادلًا ورحيمًا في آن واحد، وأن القاضي ليس مجرد منفذ للنصوص، بل حامل لرسالة إنسانية تجعل المجتمع أكثر عدلاً ورحمة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 5