ما الذي يكشفه الهجوم عن مأزق الجيش الإسرائيلي؟

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.20 - 07:07
Facebook Share
طباعة

المحاولة الأخيرة لأسر جنود إسرائيليين جنوب قطاع غزة لا تُقرأ كحادث ميداني عابر، وإنما تكشف عن أزمة أعمق يعيشها الجيش الإسرائيلي منذ أشهر الهجوم الذي وُصف داخلياً بأنه "غير مألوف" يسلط الضوء على ثغرات بنيوية في الأداء العسكري، ويطرح أسئلة حول قدرة الجيش على إدارة حرب طويلة في بيئة حضرية معقدة.

الاعترافات الصادرة عن القيادة الجنوبية نفسها توضح حجم المأزق الضباط تحدثوا عن حالة جمود أصابت الوحدات القتالية، وعن روتين ثابت مكن خصومهم من دراسة أنماط التحرك والتصرف وفقها هذا الجمود يُظهر أن الجيش فقد عنصر المبادرة والمناورة، وهو ما جعله أكثر عرضة لعمليات مباغتة. عندما تضطر دبابة إلى الاشتباك من مسافة صفر، فإن ذلك يعني أن البنية الدفاعية لم تعد تعمل كما خُطط لها.

التطورات تبين تحولاً في طبيعة الحرب إسرائيل التي بدأت العمليات البرية بهدف "إزالة التهديد" تجد نفسها في وضع استنزاف متواصل، حيث تكاليف السيطرة على الأرض تفوق المكاسب ومع تزايد الهجمات المباغتة، تتراجع صورة الردع التي طالما اعتمدت عليها المؤسسة العسكرية في مواجهة خصومها.


الأحداث تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي يقاتل في ظروف لا تمنحه أفضلية مطلقة، رغم تفوقه التكنولوجي واللوجستي. القتال داخل المدن، والأنفاق، والكمائن، كلها عناصر تضعف قدرته على فرض إيقاعه الخاص ومع طول أمد الحرب، تتعمق أزمة الثقة داخلياً، سواء في أوساط الجنود أو الرأي العام الإسرائيلي، وهو ما ينعكس في الخطاب النقدي الصادر عن ضباط كبار.

التداعيات المحتملة لهذه الثغرات قد تكون شديدة الوطأة أي تكرار لمحاولات استهداف الجنود أو أسرهم سيزيد الضغط على القيادة السياسية والعسكرية، وسيُعيد إلى الأذهان تجارب مؤلمة عاشتها إسرائيل سابقاً استمرار حالة الجمود يعزز شعوراً عاماً بأن الجيش يفتقد خطة واضحة للخروج من المأزق الحالي، ما يفتح الباب أمام أزمات سياسية أعمق.

الهجوم الأخير إذن ليس مجرد معركة قصيرة، إنما مؤشر على مأزق استراتيجي أوسع فهو يكشف أن إسرائيل لم تعد الطرف الممسك وحده بزمام المبادرة، وأن القوات المنتشرة على الأرض تواجه تحديات تتجاوز القدرة على المعالجة التكتيكية ومع كل حادثة مشابهة، يتأكد أن الحرب دخلت مرحلة مختلفة، عنوانها فقدان التفوق الميداني وتحول الجنود من رمز للقوة إلى هدف مكشوف أمام خصم يعرف كيف يوظف نقاط الضعف.

يرى محللون أن ما حدث في جنوب غزة يعكس "انكسار صورة الردع" التي اعتمدت عليها إسرائيل في خطابها السياسي والعسكري الاعتماد على أنماط ثابتة من الانتشار والمناورة جعل الجيش مكشوفاً أمام خصم يعرف البيئة الميدانية أكثر منه المشكلة الأساسية ليست تكتيك ميداني واحد، وإنما غياب رؤية متكاملة لإدارة الحرب، ما يجعل الجيش يُستنزف تدريجياً ويخسر زمام المبادرة.

يضيف المحللون أن العمليات المتكررة تشير إلى قدرة الخصم على مفاجأة الجيش وفرض معادلات جديدة في ساحة المعركة استمرار محاولات استهداف الجنود أو أسرهم يزيد الضغط الداخلي على القيادة السياسية، ويضع الحكومة أمام خيارات أكثر صعوبة.

يتفق الخبراء على أن الحرب لم تعد تسير وفق قواعد القوة التقليدية التي اعتادت إسرائيل فرضها، بل دخلت مرحلة جديدة عنوانها الاستنزاف وفقدان القدرة على المناورة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 8