معلومات جديدة عن القيادي الداعشي الذي تم اغتياله في ادلب

سامر الخطيب

2025.08.20 - 04:32
Facebook Share
طباعة

 في عملية نوعية نُفذت في بلدة أطمة بريف إدلب، استهدفت قوات خاصة تابعة للتحالف الدولي بالتعاون مع جهات محلية، قياديًا بارزًا في تنظيم "داعش"، لتُسجل واحدة من أهم الضربات الأمنية خلال الفترة الأخيرة ضد التنظيم، الذي رغم الإعلان عن هزيمته، لا يزال يشكّل تهديدًا أمنيًا حقيقيًا داخل الأراضي السورية.


العملية التي جرت بدقة ليلية، وبتكتيك استخباري واضح، أسفرت عن مقتل القيادي المعروف باسم صلاح نومان، وهو عراقي الجنسية، كان يقيم متخفياً تحت اسم مستعار "علي". وتؤكد مصادر متابعة أن نومان يُعد من أخطر العناصر الفاعلة داخل سوريا، ويقف خلف تنشيط عدد من الخلايا النائمة للتنظيم في مناطق متعددة، خاصة في الشمال السوري.

تفاصيل العملية.. من التتبع إلى التنفيذ
وفق المعلومات الجديدة المتاحة، بدأت العملية بتعقّب استخباري دقيق لنومان، الذي انتقل مؤخراً من مدينة الدانا إلى قرية أطمة القريبة من الحدود التركية، حيث استأجر منزلاً واختبأ فيه برفقة أسرته الصغيرة. وجرى التمويه على هويته الحقيقية باستخدام اسم مستعار، محاولًا الاندماج ضمن المدنيين في المنطقة، لكن التتبع الأمني أفشل تلك المحاولة.


عند بدء المداهمة، حاول القيادي الفرار بالقفز من شرفة المنزل نحو الحديقة الخلفية، إلا أن وحدات التدخل السريع كانت قد طوّقت المكان مسبقاً، وتمكّنت من إطلاق النار عليه قبل أن يتمكن من الفرار، ليفارق الحياة على الفور.


بعد السيطرة على الموقع، شرعت القوات في تفتيش المنزل ومصادرة الأجهزة الإلكترونية والهواتف، كما تم استجواب صاحب المنزل للتأكد من مدى معرفته بهوية المستأجر. ومع انتهاء العملية، انسحبت القوات من المكان، فيما نُقلت جثة القتيل إلى مشفى باب الهوى لمزيد من التحقيقات والتأكد من هويته عبر بصمات الإصبع والفحص الجيني.


من هو صلاح نومان؟
يُعتقد أن نومان كان أحد العقول المدبرة لإعادة تنشيط خلايا "داعش" داخل سوريا، بعد أن فقد التنظيم السيطرة على معظم أراضيه منذ سنوات. ورغم التضييق الأمني، تشير المعلومات إلى أن نومان كان يشرف على شبكات اتصال وتمويل تربط بين عناصر التنظيم في الداخل السوري وشبكات خارجية، كما كان يسهم في التخطيط لعمليات إرهابية تستهدف نقاطاً أمنية وعسكرية.


وجوده في إدلب، وهي منطقة تُعد من أكثر المناطق السورية تعقيداً من حيث السيطرة وتعدد الفصائل، يطرح تساؤلات حول مدى تغلغل التنظيم مجددًا في هذه المناطق، ومدى فعالية شبكاته في اختراق البيئات المحلية، حتى في ظل الرقابة الأمنية والتضييق من الجهات المسيطرة.


داعش: نهاية التنظيم أم بداية مرحلة جديدة؟
منذ إعلان هزيمة تنظيم داعش في سوريا والعراق بين عامي 2017 و2019، ساد انطباع دولي بأن التنظيم قد فقد قدرته على العودة إلى المشهد. لكن الوقائع على الأرض تشير إلى صورة مغايرة. فقد تراجع "داعش" عسكرياً، إلا أن بقاء خلاياه النشطة، خاصة في مناطق البادية السورية، يعكس استمرار خطره كتنظيم غير مركزي يعتمد على أسلوب "الذئاب المنفردة" والخلايا المتفرقة.


وفي البادية السورية، تحديداً بين ريف حمص الشرقي ودير الزور، لا يكاد يمر أسبوع دون تسجيل عمليات تفجير، أو كمائن ضد قوافل عسكرية، أو حتى اغتيالات تطال عناصر أمنية أو مقاتلين في فصائل محلية. هذه العمليات تُنسب باستمرار لخلايا التنظيم، التي يُعتقد أنها تستفيد من الطبيعة الجغرافية الوعرة للمنطقة، ومن الصراع المستمر بين الأطراف المختلفة.


ولا تزال التقارير تُظهر أن التنظيم يموّل نفسه عبر التهريب، والخطف مقابل فدية، والتجارة غير المشروعة، كما يعتمد على خلاياه في داخل سوريا لتنفيذ عمليات نوعية، أو على الأقل الحفاظ على مستوى من التهديد الأمني يُبقيه في الواجهة.


في الوقت الذي يُنظر فيه إلى داعش كتنظيم مهزوم رسميًا، إلا أن الواقع على الأرض يفرض حقيقة مختلفة. فالتنظيم لا يزال يملك القدرة على شنّ هجمات متكررة في سوريا، مستفيدًا من بيئة أمنية مضطربة ومساحات غير خاضعة لسيطرة كاملة من أي جهة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 9