هل ينجو نتنياهو من غضب الداخل؟

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.20 - 03:56
Facebook Share
طباعة

تعيش إسرائيل واحدة من أعقد لحظاتها السياسية منذ عقود، إذ يتقاطع مسار الحرب في غزة مع انفجار الغضب الداخلي، ما يضع حكومة بنيامين نتنياهو أمام معضلة وجودية: الاستمرار في خيار الحسم العسكري مهما كلف الأمر، أم الانصياع لصوت الشارع الذي يطالب بوقف الحرب والتوصل إلى صفقة تبادل للأسرى.

منذ أسابيع، يتشبث نتنياهو برفض مقترحات التهدئة، وكان آخرها مبادرة تضمنت وقف إطلاق نار لمدة ستين يومًا مقابل إطلاق سراح دفعة من الأسرى، هذا الموقف يعكس قطيعة متزايدة بين القيادة السياسية والواقع الميداني. فالمؤسسة العسكرية نفسها تميل إلى صفقة جزئية، معتبرة أن إنقاذ الجنود المحتجزين أولوية استراتيجية، بينما يصر نتنياهو ووزراؤه على خطاب "الردع" والتصعيد.

ايضاً الإصرار يفاقم أزمة داخلية تتجسد في الشوارع، مدن كبرى مثل تل أبيب والقدس وحيفا تشهد تظاهرات حاشدة، تقودها عائلات الأسرى وجمعيات مدنية، ترفع شعارات تدعو إلى إنهاء الحرب فورًا وتحميل الحكومة مسؤولية استمرار سقوط القتلى والخسائر الاقتصادية، لم يعد الاحتجاج مجرد حدث عابر، فقد تحول إلى حركة اجتماعية متنامية تضعف شرعية الحكومة وتفتح الباب أمام سيناريو الانتخابات المبكرة.

الأزمة الاقتصادية تزيد المشهد قتامة، الحرب تبتلع ميزانية الدولة، أسعار الكهرباء والوقود ترتفع، قطاع السياحة يتراجع، والاستثمارات الأجنبية تهتز ثقتها بالاقتصاد الإسرائيلي في هذا السياق، يبدو نتنياهو كمن يواجه حربين في آن واحد: حرب عسكرية مفتوحة على غزة، وحرب داخلية تهدد بقاءه السياسي.

إلى جانب ذلك، يلوح خطر التصدع داخل المنظومة الأمنية الخلاف بين الجيش والحكومة حول مسار الحرب لا يزال مستترًا، لكنه مرشح للتحول إلى صدام علني إذا واصل نتنياهو تجاهل توصيات القادة العسكريين مثل هذا الانقسام كان له دائمًا أثر مدمر على الحكومات الإسرائيلية في السابق، وقد يعيد التاريخ نفسه في 2025.

المشهد إذن يتأرجح بين ثلاثة احتمالات: استمرار التصعيد مع تصاعد الغضب الشعبي، أو الرضوخ لضغوط الشارع وإبرام صفقة تهدئة جزئية، أو انهيار الائتلاف الحكومي بفعل تناقضاته الداخلية.

في سياق متصل يرى محللون إسرائيليون أن الحكومة الحالية تدخل مرحلة ضعف استراتيجي، حيث يتآكل رصيدها الشعبي مع كل يوم يستمر فيه النزاع. ويؤكد خبراء في الشأن الأمني أن تجاهل أصوات الشارع والانقسام مع المؤسسة العسكرية سيؤديان إلى تسريع أزمة سياسية داخلية قد تكون أشد خطورة من الحرب ذاتها. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 9