إسرائيل تواجه خيار صفقة جزئية مع حماس

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.19 - 10:10
Facebook Share
طباعة

وسط جهود الوساطة المكثفة للتوصل إلى تهدئة في غزة، يبدو أن الحكومة الإسرائيلية تواجه معضلة حقيقية بين خيار المفاوضات والضغط العسكري على الأرض.
الصفقة المقترحة من الوسطاء المصري والقطري، المدعومة أميركياً، تهدف إلى هدنة مؤقتة لمدة 60 يوماً مع إطلاق جزئي للرهائن، لكنها تصطدم باعتراضات داخل الحكومة الإسرائيلية وخلافات سياسية واسعة.

رد إسرائيل على المقترح الفلسطيني:

أكد مكتب نتنياهو تلقيه رد حركة حماس على المقترح، مع دراسة تفاصيله بشكل دقيق. المصادر الإسرائيلية أوضحت أن رئيس الحكومة على علم كامل بالمفاوضات، وأن موقفه الرسمي لا يزال يشدد على الإفراج عن جميع الرهائن الخمسين قبل أي وقف لإطلاق النار، لكنه لم يستبعد إمكانية التوصل إلى صفقة جزئية.
الوسيطان المصري والقطري يشجعان إسرائيل على قبول المقترح لتجنب كارثة إنسانية وفتح مسار لوقف دائم لإطلاق النار.

تباين المواقف داخل الحكومة الإسرائيلية:

داخل إسرائيل، تتراوح المواقف بين مناصر للصفقة الجزئية ومعارض لها. وزير المالية سموتريتش يرفض أي تسوية جزئية ويرى أن الحرب يجب أن تستمر، بينما وزير الأمن القومي بن غفير يعتبر الصفقة «خطيئة» ستكلف إسرائيل كثيراً. في المقابل، بعض قادة المعارضة مثل يائير لابيد وبيني غانتس يدعمون التوصل إلى اتفاق لضمان إعادة الرهائن كافة وإنهاء الحرب.

تحديات على الأرض:

على الأرض، لم تظهر مؤشرات واضحة لتهدئة الجيش الإسرائيلي يواصل العمليات العسكرية في غزة، بما في ذلك السيطرة على حي الزيتون وقصف حي الصبرة، ما أدى إلى مقتل عشرات المدنيين، وارتفاع حصيلة الشهداء إلى أكثر من 62 ألفاً منذ بداية الحرب، مع إصابة أكثر من 156 ألف شخص. التقدم العسكري يظل مرتبطاً بالخطة الشاملة لاحتلال المدينة، وهو ما يعقد أي جهود للتوصل إلى اتفاق فوري.

المفاوضات والضغوط الدولية:

الوسطاء يعملون على تنسيق الموقف الفلسطيني والإسرائيلي لتقليص الفجوات في المقترح. المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف والوسطاء القطريون والمصريون يتابعون الوضع عن كثب، بينما تحث وزارة الخارجية المصرية المجتمع الدولي على ممارسة الضغط على إسرائيل لقبول الاتفاق. الهدف المعلن هو وقف إطلاق النار بأسرع وقت ممكن وتهيئة الظروف لمسار تفاوض شامل حول مستقبل قطاع غزة وسلاح حماس.

رد فعل العائلات والضغط الشعبي:

عائلات الرهائن الإسرائيليين أعربت عن غضبها من موقف الحكومة، واعتبرت أن نتنياهو يضع شروطاً تعيق تنفيذ الصفقة. المظاهرات الشعبية المطالبة بصفقة شاملة تتواصل في الشوارع، وهو عامل إضافي يزيد من الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لإيجاد حل وسط يوازن بين الحفاظ على مصالحها الأمنية وإرادة الشعب.

الوضع الراهن يوضح أن إسرائيل في مواجهة صعبة بين الالتزام بالخيارات العسكرية والضغوط الدولية للتوصل إلى اتفاق. صفقة جزئية محتملة ستحتاج إلى تنازلات متبادلة، في ظل استمرار القصف والمجازر على الأرض وارتفاع حصيلة الضحايا.
أي قرار لنتنياهو سيؤثر بشكل مباشر على مسار الحرب وعلى مصير الرهائن والنازحين، مما يجعل الخطوة المقبلة حساسة ومصيرية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 9