دوافع سخط الاحتياط وتحديات توسيع الحرب الإسرائيلية

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.19 - 08:56
Facebook Share
طباعة

تتصاعد حالة الانزعاج بين جنود الاحتياط الإسرائيليين مع توسع العمليات العسكرية على القطاع الفلسطيني، ما يعكس تصاعد الضغوط النفسية والمعنوية على الأفراد الذين يتم استدعاؤهم مراراً للمشاركة في مواجهات طويلة ومعقدة، هذا التوتر ليس مجرد رد فعل عاطفي، بل مؤشر على هشاشة الروح المعنوية التي يمكن أن تؤثر على الأداء الميداني واستراتيجية الجيش في الحملة، وفقًا لمحللين عسكريين.

تظهر الدراسات أن نحو ربع جنود الاحتياط يشعرون بتراجع كبير في دوافعهم مقارنة ببداية الحملة، فيما أشار عشرة بالمئة إلى انخفاض جزئي في الحافز. هذه الأرقام تعكس عمق الاستياء من سياسات القيادة السياسية والعسكرية، حيث يشعر الكثيرون بأنهم أدوات في معارك لا تضع أولوياتهم الشخصية أو حسابات المخاطر الفردية في الاعتبار. ويرى خبراء عسكريون أن انخفاض الحافز لدى القوات يمكن أن ينعكس على فعالية العمليات، خصوصًا في المهام المعقدة مثل السيطرة على المراكز الحضرية الكبرى، والتي تتطلب مستوى عالٍ من التنسيق والانضباط.

وفقًا للباحثين في الجامعة العبرية، تشير النتائج إلى أن غالبية الجنود، بنسبة تقارب نصف المشاركين، يعبرون عن شعور سلبي تجاه الحكومة وطريقة تعاملها مع الحرب، بما في ذلك إدارة مفاوضات إطلاق سراح الرهائن. هذه التوجهات، كما يقول محللون استراتيجيون، تعكس تداخلًا بين الضغوط السياسية والاعتبارات الأمنية، إذ يجد الجنود أنفسهم في مواجهة مخاطر مباشرة بينما يشعرون بأن المستوى السياسي يفتقد القدرة على تحقيق نتائج ملموسة على الأرض.

تقلص التزام جنود الاحتياط بالانضمام للخدمة يظهر في الإحصاءات، حيث بلغ عدد الملتحقين أقل بنسبة ثلاثين بالمئة من المتوقع قبل الإعلان عن الهجوم الأخير، الخبراء العسكريون يرون في هذا الاتجاه انعكاسًا لمزيج من الإحباط الشخصي وخيبة الأمل في النتائج الميدانية، وقد يشكل تحديًا لإدارة العمليات العسكرية الحالية والمستقبلية.

من الناحية الاستراتيجية، توضح الأرقام والتقارير أن العلاقة بين الحكومة والجيش تتأثر بشكل مباشر بمزاج القوات، وهو ما يمكن أن يترجم إلى تباطؤ في تنفيذ الخطط أو زيادة الحاجة لإعادة توزيع الموارد البشرية والميدانية. محللون عسكريون يشددون على أن إدارة الحملة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار هذه المعطيات لتجنب أزمات معنوية قد تؤدي إلى تقويض الجاهزية القتالية، خاصة في العمليات التي تتطلب التركيز العالي والتنسيق المكثف.

إلى جانب الاعتبارات العسكرية، يربط خبراء بالسياسة الداخلية تأثير التوتر بين الجنود بمستوى الرضا الشعبي عن القيادة، إذ أن الضغط على الحكومة لإظهار نتائج ملموسة في إطلاق الرهائن أو تحقيق أهداف استراتيجية ينعكس مباشرة على المعنويات داخل الجيش. هذا المزيج من الضغوط يعكس تعقيدات الحرب الممتدة، حيث تتشابك الديناميات الداخلية مع الواقع الميداني، ويصبح الجنود جزءًا من لعبة سياسية أكثر من كونها مجرد تنفيذ للمهام العسكرية.

التحدي الأساسي للحكومة والجيش الإسرائيلي لا يكمن فقط في التوسع العسكري، وانما في إدارة معنويات الجنود والحفاظ على الالتزام الاستراتيجي وسط ضغوط مستمرة ومعقدة، وهو عامل حاسم في تحديد نجاح أي حملة مستقبلية أو الحفاظ على الفاعلية العملياتية للقوات. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 8