اللقاء الثلاثي المرتقب بين رؤساء أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة يشكل اختبارًا حاسمًا لدبلوماسية الأزمة الأوكرانية زيلينسكي أشار إلى مناقشة جميع الملفات الحساسة، فيما يسعى ترامب لفرض دور أمريكي محوري، لكن موقف روسيا الصارم بشأن الأراضي التي ضمتها يجعل أي تقدم هشًا ومحدودًا.
الجانب الأمريكي يطرح ضمانات أمنية لأوكرانيا، لكن موسكو تؤكد عدم التنازل عن دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوروجيه والقرم، وتشترط انسحاب القوات الأوكرانية والتخلي عن الانضمام للناتو والحياد العسكري.
هذا التباين يعكس صعوبة خلق أرضية مشتركة دون تنازلات كبرى، وهو ما قد يحصر الاجتماع في صياغة تفاهمات جزئية أو هدنة مؤقتة.
أوكرانيا تبحث عن استغلال الوساطة الأمريكية لتخفيف الضغوط العسكرية، لكنها تواجه صعوبة في حماية الأراضي ومكتسباتها، بينما تسعى روسيا لإعادة رسم موازين القوة الإقليمية بما يحفظ مصالحها الاستراتيجية. هذه المعادلة تجعل أي اتفاق يعتمد على قدرة القادة على تجاوز الضغوط الداخلية والسياسية في موسكو وكييف وواشنطن.
السيناريو المرجح يشمل اتفاقًا محدودًا لإيقاف العمليات القتالية مؤقتًا مع فتح قنوات دبلوماسية، بينما الفشل في التوافق قد يؤدي إلى تصعيد جديد، يعيد الأطراف إلى مربع المواجهة المسلحة النجاح يعتمد على توافق الرؤى حول الضمانات الأمنية والسياسية، وإيجاد صياغة يمكن لكل طرف قبولها دون التفريط في مصالحه الأساسية.
اللقاء الثلاثي، إذا ما نجح، قد يكون نقطة تحول لإعادة استقرار المنطقة، أما الفشل في تحويل التصريحات إلى تفاهمات فعلية فسيؤكد استمرار الأزمة وتعقيد أي محاولات لاحقة لحل النزاع.