هل الجامعة العربية قادرة على البقاء في زمن الانقسامات؟

متابعات _ وكالة أنباء آسيا

2025.08.18 - 06:44
Facebook Share
طباعة

منذ تأسيسها عام 1945م، كانت جامعة الدول العربية تمثل الأمل في توحيد المواقف العربية تجاه القضايا المشتركة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية ومع مرور الزمن، تباينت مواقف الدول الأعضاء، مما أثر على فعالية الجامعة في التأثير على مجريات الأحداث.
في الآونة الأخيرة، ومع تصاعد الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية، تبرز التساؤلات حول مدى قدرة الجامعة العربية على تقديم دعم حقيقي وفعال لفلسطين.


مواقف الجامعة العربية تجاه غزة:

في يوليو 2025م، عقدت الجامعة العربية اجتماعًا طارئًا على مستوى المندوبين الدائمين، بناءً على طلب دولة فلسطين، لبحث "خطورة الأوضاع الإنسانية" في قطاع غزة وقد تم التأكيد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية كما تم التشديد على أهمية تمكين دولة فلسطين من إدارة أراضيها المحتلة، بما في ذلك قطاع غزة، والضفة الغربية، والقدس الشرقية.

في أغسطس 2025، دعت فلسطين إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية لمناقشة سبل التصدي لجرائم الاحتلال الإسرائيلي كما أدانت الجامعة العربية خطط إسرائيل لفرض السيطرة على غزة، مشددة على ضرورة تنفيذ كافة مخرجات قمة فلسطين الاستثنائية التي عقدت في القاهرة ، لاسيما ضرورة العمل على البدء الفوري لتنفيذ الخطة العربية الإسلامية بإعادة إعمار قطاع غزة.

انتقادات للمواقف العربية:

رغم البيانات الرسمية التي تصدر عن الجامعة العربية، إلا أن هناك انتقادات واسعة من قبل بعض الأوساط الفلسطينية والعربية حول محدودية تأثير هذه المواقف على الأرض.
يرى منتقدون أن البيانات لا تتجاوز حدود التنديد، دون اتخاذ خطوات عملية للضغط على إسرائيل أو المجتمع الدولي لتنفيذ القرارات الصادرة عن الجامعة، كما يُلاحظ غياب آليات تنفيذية فعّالة لمتابعة تنفيذ هذه القرارات.

التحديات الداخلية والخارجية:

تواجه الجامعة العربية تحديات كبيرة تؤثر على قدرتها في دعم القضية الفلسطينية من الداخل، تتباين مواقف الدول الأعضاء حول كيفية التعامل مع القضية، مما يؤدي إلى تباين في التصريحات والقرارات من الخارج، تتأثر الجامعة بالضغوط الدولية، خاصة من القوى الكبرى، التي قد تؤثر على مواقف بعض الدول الأعضاء.

آفاق المستقبل:

لضمان دعم فعّال لفلسطين، يُعتقد أن الجامعة العربية بحاجة إلى إعادة تقييم دورها وآليات عملها، يتطلب ذلك تعزيز التنسيق بين دول الأعضاء، وتفعيل آليات تنفيذية لمتابعة القرارات، وتقديم الدعم السياسي والاقتصادي لفلسطين كما يجب أن تكون هناك إرادة سياسية حقيقية من جميع الأعضاء لدعم القضية الفلسطينية بشكل فعّال.

التحديات الراهنة:

في ظل التحديات الراهنة، يبقى السؤال: هل ستتمكن الجامعة العربية من تجاوز العقبات الداخلية والخارجية لتقديم دعم حقيقي وفعال لفلسطين؟ الإجابة على هذا السؤال تعتمد بشكل كبير على الإرادة السياسية للدول الأعضاء وقدرتها على توحيد مواقفها والعمل بشكل جماعي لدعم القضية الفلسطينية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 10