تصاعدت حدة التوتر الإعلامي بين القاهرة وتل أبيب، بعد أن شنت وسائل إعلام إسرائيلية هجومًا غير مسبوق على الإعلام المصري، متهمة إياه بتأجيج العلاقات بين البلدين واستغلال الأزمة الفلسطينية داخليًا. وأثارت هذه الحملة جدلاً واسعًا حول دور الإعلام في توجيه الرأي العام وتحريك الصراعات الإقليمية.
قالت صحيفة "معاريف" العبرية إن التلفزيون المصري استند إلى مقالات نُشرت في الصحيفة نفسها لتقديم معلومات حول خطط إسرائيلية مفترضة لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء. وأشارت الصحيفة إلى أن برنامجًا بُث على قناة "TeN TV" الرسمية، قدّم مونولوجًا طويلًا انتقد فيه معارضي النظام المصري ووصفهم بأنهم يخدمون إسرائيل، في خطوة اعتبرها المراقبون تصعيدًا إعلاميًا غير مسبوق.
ووفقًا للتقرير، فقد استخدمت القناة مقالات ديفيد بن باست وجاكي هوجي كدليل على وجود "خطة إسرائيلية" لنقل الفلسطينيين، مع التركيز على تحليلات بن باست التي ترى أن مصر لا تعتبر غزة مشكلةً تحتاج إلى حل، بل وسيلةً استراتيجية لإدامة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني واستنزاف إسرائيل. كما أشار إلى التواجد العسكري المتزايد للقوات المصرية في سيناء، رغم قيود اتفاقية السلام، بما في ذلك دخول الدبابات والأسلحة الثقيلة وأنظمة مضادة للطائرات.
واستشهدت القناة بما اعتبرته "خيانة" من بعض المعارضين والجماعات الإسلامية، معتبرة أن هجماتهم على سفارات مصر في تل أبيب وسوريا تخدم إسرائيل أكثر مما خدمها زعماؤها التاريخيون. وأثار التقرير مخاوف بشأن إمكانية تأثر اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية الحالية، خاصة في ظل احتمالية تجاوز الفلسطينيين للسياج الحدودي ومواجهة مصر بالأمر الواقع.
على المستوى الرسمي، وصف وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي العملية الإسرائيلية في غزة بأنها "سياسة إبادة جماعية ممنهجة"، معتبراً أن إسرائيل انتهكت حقوق الإنسان وجوّعت السكان. وفي السياق نفسه، زار وزير الدفاع المصري عبد المجيد صقر وحدات النخبة "الصاعقة" في الجيش، مؤكداً أهمية الحفاظ على الجاهزية القتالية وسط التطورات المتسارعة في المنطقة.