أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، تنفيذ ضربات على أهداف مرتبطة بالحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، مستهدفا بنى تحتية للطاقة، وفق تصريحات المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي، قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين أكدت استهداف محطة حزيز لتوليد الكهرباء في مديرية سنحان، دون ورود تقارير فورية عن إصابات.
تأتي هذه التطورات في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في قطاع غزة، حيث تتقدم القوات نحو مدينة يقطنها نحو مليون فلسطيني، وتسعى الحكومة للسيطرة على آخر معاقل حماس، فيما تسيطر إسرائيل حاليا على نحو 75% من أراضي القطاع.
الهجمات التي تشنها إسرائيل على اليمن تأتي استجابة لهجمات الحوثيين على مطار بن غوريون وسفن تجارية في البحر الأحمر، يُعتقد ارتباطها بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا.
تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر يهدف إلى دعم الفلسطينيين في غزة، ما يضاعف التحديات الإقليمية أمام إسرائيل ويزيد من تعقيد إدارة الحرب.
التحرك العسكري في أكثر من جبهة يعكس استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى تثبيت الردع، وإرسال إشارات إلى خصومها الإقليميين، خصوصا حزب الله في لبنان والفصائل المدعومة من إيران في سوريا والعراق.
توسع العمليات يفرض على تل أبيب التعامل مع ضغط داخلي كبير، نتيجة استمرار التظاهرات والجدل حول صفقة الأسرى، ومواجهة تحديات إنسانية حادة في غزة.
الولايات المتحدة تدخلت في مايو عبر وساطة عُمانية للتوصل إلى اتفاق مؤقت مع الحوثيين، وضع حدا لضربات أمريكية استمرت أسابيع بعد هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر. رغم ذلك، تستمر الهجمات الحوثية، وترد إسرائيل عليها بضرب مواقع داخل اليمن، ما يضع المنطقة أمام حلقة تصعيد مستمرة، ويشير إلى هشاشة أي اتفاقيات مؤقتة، مع استمرار الحرب في غزة منذ أكتوبر 2023.
المواجهات المتعددة الأبعاد توضح أن الصراع لم يعد محصورا ضمن حدود قطاع غزة. الضربات الجوية والبرية في غزة، مع التوسع في اليمن والبحر الأحمر، تظهر قدرة إسرائيل على إدارة عمليات متزامنة في مساحات واسعة، لكن هذه القدرة تحمل مخاطر سياسية وعسكرية كبيرة، وتزيد الضغط على المدنيين في المناطق المتأثرة، مع استمرار نقص الموارد الأساسية والخدمات الصحية.
الأبعاد الإنسانية تتفاقم مع كل عملية، إذ يواجه المدنيون في غزة مخاطر النزوح والجوع وفقدان السكن، بينما يزيد التصعيد في اليمن من تهديد الممرات البحرية الحيوية. على المستوى السياسي، تحاول إسرائيل توجيه رسائل داخلية وخارجية لإظهار السيطرة وقوة الردع، غير أن استمرار المواجهة يهدد بإطالة الحرب وارتفاع كلفة الخسائر البشرية والمادية.
توسع المواجهة من غزة إلى اليمن والبحر الأحمر يعكس استراتيجية إسرائيلية لإدارة حرب متعددة الجبهات ضمن ظروف معقدة، مع تحكم محدود في نتائجها. استمرار التصعيد يعيد رسم الخريطة الإقليمية ويضع المجتمع الدولي أمام تحديات جديدة في ضبط النزاع، ويؤكد أن الحلول العسكرية وحدها لن تضع نهاية للصراع أو تخفف من المعاناة الإنسانية المتفاقمة.