في الذكرى الثمانين لاستسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية، عبّر الإمبراطور ناروهيتو عن «ندم عميق» على الحرب، في لحظة رسمية تهدف لتأكيد الوعي بالمآسي التي خلفها الجيش الياباني.
كلمة الإمبراطور التي ألقاها بصحبة الإمبراطورة ماساكو ركزت على خسائر المدنيين والجنود اليابانيين، مع رسالة صريحة بعدم تكرار مآسي الحرب، وسط تنكيس العلم الوطني خارج القاعة، في مراسم رسمية حملت طابع التأمل والاعتراف بالماضي.
الحدث جاء في ضوء جدل طويل حول ضريح ياسوكوني، الذي يكرم نحو 2.5 مليون جندي منذ أواخر القرن التاسع عشر، بينهم عدد من المدانين بجرائم حرب خلال الحرب العالمية الثانية.
زيارات المسؤولين اليابانيين للضريح لطالما أثارت غضب الصين وكوريا الشمالية، حيث يعتبر الضريح رمزاً لماضي اليابان العسكري وما رافقه من انتهاكات ووفيات هائلة للمدنيين في دول آسيوية مجاورة.
زيارة الوزراء والحشود الكبيرة للضريح تظهر التناقض بين الاعتراف بالماضي والرمزية الوطنية التي يحملها الموقع، ما يجعل أي اعتراف بالإثم أو الندم حيزاً محدود التأثير خارجياً.
يعكس اعتراف الإمبراطور ناروهيتو رغبة داخلية لتأكيد مسؤولية اليابان التاريخية، لكن هذه الرمزية غالباً ما تصطدم بالواقع الدبلوماسي الإقليمي. فبينما يقدّر المواطنون اليابانيون هذه الخطوة كجزء من التقدير للتضحيات الوطنية، يرى المحللون في الصين وكوريا الشمالية أن الكلمات وحدها لا تكفي لتطبيع العلاقات. زيارة رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا للمراسم وإعلانه نقل ذكريات الحرب للأجيال القادمة يعكس سياسة حكومية مستمرة للحفاظ على الهوية الوطنية، مع محاولة تجنب النزاعات المفتوحة مع المجتمع الدولي، وهو تحدٍ يفرض توازناً دقيقاً بين السياسة الداخلية والالتزامات الخارجية.
ويشير المراقبون إلى أن أي اعتراف رسمي أو زيارة رمزية للضريح ستظل تحت المجهر الدولي، لا سيما من الولايات المتحدة التي سبق لها توبيخ اليابان دبلوماسياً بعد زيارة رئيس الوزراء السابق شينزو آبي عام 2013.
وفي الوقت نفسه، يمثل هذا الحدث فرصة لإعادة النقاش حول تاريخ اليابان، المآسي التي لحقت بالدول المجاورة، وضرورة سياسات سلام دائمة تراعي الاعتبارات الإنسانية والدبلوماسية على حد سواء.
مع مرور ثمانين عاماً على الحرب العالمية الثانية، تظل ذاكرة اليابان الجماعية محكومة بالجدل بين الاعتراف بالماضي والحفاظ على الرمزية الوطنية