مع تفاقم التوترات العسكرية على الجبهة الشرقية لأوكرانيا، تتخذ كييف خطوات عاجلة لحماية المدنيين واستهداف القدرات اللوجستية لروسيا، قبيل قمة مرتقبة بين موسكو وواشنطن تهدف إلى بحث مسارات النزاع.
هذه التحركات تعكس زيادة الضغط على كلا الطرفين، مع توسع رقعة العمليات العسكرية وارتفاع وتيرة الهجمات المتبادلة.
أصدرت السلطات الأوكرانية أوامر إخلاء لأربع قرى في منطقة دونيتسك، من بينها بلدة دروجكيفكا، بعد تحقيق القوات الروسية تقدماً ميدانياً سريعاً يصل إلى 10 كيلومترات في قطاع ضيق بالقرب من بلدتي دوبروبيليا ودروجكيفكا، وهو أكبر تقدم للقوات الروسية في الأراضي الأوكرانية منذ أكثر من عام، وفق تحليل معهد دراسات الحرب الأميركي.
وأوضح حاكم دونيتسك، فاديم فيلاشكين، أن الإخلاء شمل العائلات التي تضم أطفالاً، ليبلغ عدد الأطفال المستهدفين بالإخلاء 1879 طفلاً.
في المقابل، شنت أوكرانيا هجمات بطائرات مسيرة على منشآت نفطية روسية استراتيجية تبعد حوالي 800 كيلومتر عن الحدود، منها مصفاة سيزران بمنطقة سامارا، المملوكة لشركة روسنفت، والتي تزود الجيش الروسي بالوقود للطائرات.
وأظهرت صور متداولة اندلاع حرائق ضخمة في المصفاة، في حين أكد حاكم سامارا، فياتشيسلاف فيدوريتشيف، إسقاط 13 مسيرة للعدو. وأوضح الجيش الأوكراني أن الهجمات تستهدف الرد على الغارات الليلية الروسية ضد المدن الأوكرانية والبنية التحتية للطاقة.
كما أفاد مسؤولون روس بأن هجوماً منفصلاً بطائرة مسيرة استهدف مبنى سكنياً في منطقة كورسك الحدودية، ما أسفر عن مقتل امرأة وإصابة 45 شخصاً، بينهم أطفال، وتضرر مدرسة وعدة مبانٍ مجاورة.
مع تصاعد هذه المواجهات على الأرض وتبادل الضربات بعيدة المدى، يزداد التعقيد السياسي قبل قمة ألاسكا، في وقت يحاول فيه المجتمع الدولي مراقبة التطورات التي قد تؤثر على مسار النزاع واستقرار المنطقة.